وقال الشيخ محمد، في محاضرة أمس بجامعة "قطر" بعنوان "الأزمة الخليجية والتحولات السياسية في المنطقة"، إن الأزمة مفتعلة، وليست إلا واحدة من سلسلة أزمات غير مبررة لم تعد المنطقة العربية تتحملها، مشددا على أن رؤية دولة قطر لحل الأزمة لن يكون بمعزل عن السياق الإقليمي العام.
وأرجع "حصار دولة قطر وما حدث على مستوى الخليج العربي إلى حدوث تحولات في سياسات دول الحصار غير مقبولة في الظروف الطبيعية"، وتابع قائلا: "لذلك كان لا بد لتلك الدول من افتعال أزمة وعدو وهمي وهو بكل أسف دولة قطر بغية تمرير تلك السياسات".
وأشار إلى ترحيب دولة قطر بالوساطة الكويتية التي يتبناها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة لحل الأزمة الخليجية، بالإضافة إلى أي جهود أخرى تصب في هذه الوساطة.
وأشار إلى أن "دولة قطر ترى وجوب أن يكون هناك اتفاق إقليمي جديد يضمن حماية الدول كبيرها وصغيرها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، إضافة للتركيز على ترسيخ المبادئ الرامية لتعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد والتنمية".
وحول الدبلوماسية القطرية ونجاحها في تجاوز الأزمة، قال وزير الخارجية إن "هناك عدة عوامل أسهمت في نجاح الدبلوماسية القطرية، أبرزها عدالة الموقف القطري وثباته على الحق".
وتابع: "نحن نرى عدالة قضيتنا، وبناء على التوجيهات السديدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، فقد تعاملنا مع الأزمة بأسلوب حضاري وفق الالتزام بمبادئ القانون الدولي، ما أدى إلى نجاحنا دوليا".
وشدد على أن تماسك الجبهة الداخلية والتفاف الشعب حول قيادته من العوامل المهمة التي أدت إلى دعم المجتمع الدولي لموقف دولة قطر ووقوفه إلى جانبها، مضيفا أن هذا التماسك أسهم بشكل كبير في تجاوز الأزمة.
وردا عن سؤال بشأن ما إذا كانت دولة قطر تتعرض لضغوط أمريكية، وصف الشيخ محمد العلاقات القطرية الأمريكية بالقوية والمبنية على شراكة استراتيجية، ولا تقوم على فرض شروط بل على الاحترام المتبادل، مؤكدا أن أي تغييرات تقوم بها دولة قطر تكون مبنية على التقييم الداخلي دون الحاجة لفرض تغييرات من الخارج.
وأكد أن "دعوة دولة قطر للحوار سبيلا لحل الأزمة ليست شيكا على بياض ليتم فرض الشروط عليها، بل نحن مستعدون للحوار وبحث المخاوف وفقا للقانون الدولي، ودون المساس بسيادة دولة قطر ومقدرات شعبها، ونرى هذه العوامل منطقية، ومتى ما قبلت بها دول الحصار فنحن موجودون".