وأوضح الخلفي خلال ندوة صحفية أوردتها صحيفة "الأيام" المغربية، أن جبهة البوليساريو تقوم بمناورات شرق المنظومة الدفاعية، لاستفزاز المغرب وذلك عقب الضربة الكبيرة التي تلقتها من مجلس الأمن الذي نبهها ودعاها للانسحاب الفوري من منطقة الكركارات.
وأضاف الخلفي أن "انفصاليي البوليساريو دخلوا بعد استفزازاتهم الأخيرة في منطقة تيفاريتي في مواجهة مع الشرعية الدولية"، لافتا إلى أن المغرب راسل مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي، لأجل إيجاد حل للانتهاكات والخروقات التي تعبّر عن محاولات يائسة للرد على قرار أممي واضح.
وكانت "البوليساريو"، أقامت يوم الأحد، احتفالات عسكرية في منطقة تفاريتي شرق الجدار العازل تخليدا لما تسميه "الذكرى الـ45 لاندلاع الكفاح المسلح" بحضور زعيم الجبهة الأمين العام إبراهيم غالي.
وأكد زعيم جبهة البوليساريو الصحراوية إبراهيم غالي، أنهم حققوا انتصارات عديدة ومتلاحقة خلال السنوات الأخيرة، "عززت مكانة الدولة الصحراوية داخل الاتحاد الإفريقي"، مع عودة المغرب إلى المنظمة القارية، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الصحراوية، التابعة للجبهة.
وبحسب صحيفة "الأيام" المغربية، رفع الجيش المغربي حالة التأهب العسكري في المنطقة العازلة بالصحراء المغربية، بعد تصعيد جبهة البوليساريو نتيجة المناورات التي تنظمها في تيفاريتي بحضور ضيوف من عدة دول أفريقية.
وشرع الجيش المغربي في تحريك قواته الخاصة نحو منطقة تيفاريتي على الحدود المغربية الجزائرية، وذلك عقب إعلان جبهة البوليساريو تنظيم مناورات عسكرية ضخمة في المنطقة العازلة، بحضور زعيمها إبراهيم غالي، وفقا للصحيفة.
وحذر البشير مصطفى السيد، القيادي في جبهة "البوليساريو" إن "الشعب الصحراوي سيدافع عن نفسه، في حال اجتياز المغرب المناطق العازلة المحددة بموجب خطة الأمم المتحدة للسلام بالصحراء".
وقال البشير، خلال مؤتمر صحفي عقب مشاركته في لقاء نظم بجزر الكناري الإسبانية، إنه "إذا تجرأت القوات العسكرية المغربية على كسر قرار وقف إطلاق النار فإن عناصرنا ستخرج من خنادقها حاملة السلاح".
وتابع: "لا يحتاج الأمر إلى كثير من التفكير، الكوماندوز في الميدان ينتظرون الإشارة، لكن الرد سيكون صارما في إطار الدفاع عن النفس".
ولفت المسؤول الصحراوي الذي يشغل منصب يسمى "وزير شؤون الأرض المحتلة"، إلى أن "الجبهة تحترم بدقة شروط اتفاقية وقف إطلاق النار المصادق عليها بموجب خطة السلام سنة 1991"، لاعتقادها بأن هناك احتمالات أخرى من أجل التوصل إلى حل سلمي للنزاع مع المغرب حول قضية الصحراء.
وتنازع "البوليساريو" المغرب، السيادة على إقليم الصحراء، منذ عام 1975، حين انتهى الاحتلال الإسباني للمنطقة، وتحول النزاع إلى صراع مسلح توقف عام 1991، بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.
وتسعى الجبهة إلى تحرير الصحراء الغربية مما تراه استعمارا مغربيا، وتأسيس دولة مستقلة جنوب المغرب وغرب الجزائر وشمال موريتانيا تحت اسم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.
وتخوض الجبهة صراعا مسلحا من أجل ذلك، في الوقت الذي تجري فيه مفاوضات برعاية الأمم المتحدة لحل المشكلة ولم تستطع منظمة الوحدة الأفريقية ولا منظمة الأمم المتحدة الوصول بعد إلى حل سلمي لنزاع الصحراء الغربية الذي قارب عمره ثلاثة عقود.
ورغم أن النزاع في ملف الصحراء الغربية قائم رسميا بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو، لكن اسم الجزائر يحضر كذلك في هذا النزاع على المستوى الإعلامي، إذ يصر المغرب على أن الجزائر مسؤولة عن هذا النزاع.
ويعود هذا الحضور بالأساس إلى احتضان الجزائر لمخيّمات تندوف، مقر البوليساريو ودعمها المتواصل للجبهة، رغم تأكيد الجزائر على الصعيد الرسمي أنها ليست طرفا في النزاع.