نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تقريرا تحدثت فيه عن الخطوات المتسارعة، التي يجريها ولي العهد السعودي في حملته التي شنها ضد الفساد.
وقالت "هآرتس": "يبدو أن ابن سلمان حاليا يخوض مطاردة أكثر إثارة من تلك التي خاضتها الولايات المتحدة لمطاردة أسامة بن لادن (مؤسس تنظيم القاعدة الإرهابي)، وإن كانت مطاردة لشركة منتمية إلى عائلته، إلا وهي مجموعة "بن لادن" الشهيرة المتخصصة في الإنشاءات".
وكانت وكالة "رويترز" قد كشفت النقاب عن تلك الحملة، التي تنوي الحكومة السعودية شنها ضد مجموعة بن لادن، والتي تتضمن إعادة هيكلة أكبر شركة بناء سعودية، بلجنة مكونة من 5 أشخاص شكلتها الحكومة السعودية للإشراف على عملية إعادة الهيكلة، حسب "رويترز".
وأكدت المصادر أن "إعادة الهيكلة المتوقعة تشمل تسريح المئات من العاملين، وتستهدف تبسيط العمليات في المجموعة التي أفرزت منذ تأسيسها في 1931 أكثر من 500 وحدة في مجالات شتى من الإنشاءات إلى الطاقة."
وأشارت الصحيفة إلى أن الانتقادات العديدة، التي تم توجيهها إلى الشركة منذ حادثة سقوط الرافعة في الحرم المكي عام 2015، والتي أسفرت عن مقتل 107 أشخاص، ساعدت بصورة كبيرة ابن سلمان في شن حملته الأخيرة على المجموعة.
وقالت إن مجموعة "ابن لادن" ستكون ضمن مجموعة شركات ستضع الحكومة السعودية يدها عليها، وتنتقل أسهمها إلى الحكومة السعودية، على رأسها مجموعة شركات الوليد الإبراهيمي وقنوات "إم بي سي".
ونقلت "هآرتس" عن مصادر وصفتها بالمطلعة على المفاوضات، قولهم إن تلك الحملة ضد مجموعة "بن لادن" الهدف الرئيس لها، هو اقتلاع "جذور الفساد" داخل مجموعة الشركات.
ومضت المصادر "لم يكن يملك محمد بن سلمان أية ضمانات على أن أفراد عائلة بن لادن سينصاعون لقرارات التسوية الأخيرة، ولن يلجأوا إلى المحاكم السعودية وربما الدولية لحماية حقوقهم، لكنه أعطى انطباعا للجميع بينهم الولايات المتحدة والغرب بأنه قائد ليبرالي برؤية حداثية يسعى لمحاربة من كانوا ينهبون المملكة في أوقات سابقة".
وأشارت "هآرتس" إلى أن تلك الحملة، من غير المتوقع أن تؤثر على ضخ الاستثمارات الأجنبية، التي يسعى لها ولي العهد السعودي، خاصة فيما يتعلق بمشروعه الضخم "نيوم" المتوقع أن تضخ فيها استثمارات بقيمة 500 مليار دولار أمريكي.