العام الجاري 2018 هو عام الثقافة الروسية القطرية، ما أهم الأنشطة الفنية والتراثية التي سيشملها برنامج العام الثقافي؟
سيتم تغطية حوالي 11 محوراً بدءاً من تجسيد مفهوم الثقافة من موسيقى ومسرح وشعر وسينما وموضة ومطبخ/أغذية/ مروراً بالرياضة والعلوم والتكنولوجيا وغيرها، كما سيتضمن العام أكثر من 40 فعالية تقام في مدن قطرية وروسية مثل مدينة موسكو وسان بطرسبورغ إضافة إلى أنشطة تفاعلية يكون الجمهور جزءاً أساسياً منها، يمكنه المشاركة ليس فقط على الواقع بل أيضاً من خلال الإنترنت.
هذا العام لن يكون عاماً عابراً وإنما سيمكننا من فهم الآخر إضافة إلى الفائدة التي سيعود بها على الشعبين حيث يزول الجهل تجاه الثقافة الاخرى، الأمر الذي يدفع إلى زيادة التواصل والزيارات بين البلدين ما يتيح أيضاً إمكانية خلق شراكات قد تتولد عنها منافع اقتصادية للبلدين. نحن نتمنى أن يلقى هذا العام نجاحاً وأن تستمر الفعاليات الثقافية بين البلدين في الأعوام القادمة.
هل لدى الدوحة نية لإنشاء مركز ثقافي قطري في موسكو أو غيره من المؤسسات الثقافية غير الربحية في روسيا؟
نعم، هناك أفكار يتم دراستها حول إنشاء مركز ثقافي قطري في موسكو مهمته تطوير العلاقات الثقافية بين البلدين وتوطيدها، كما ستكون مهمته فتح افاق التعاون في المجال التعليمي مع الموسسات التعليمية والفكرية الروسية. نحن الآن بصدد وضع تصور كامل حول هذا المركز ونتمنى أيضا من الجانب الروسي أن يقوم بخطوة مماثلة، حيث أنه من الهام أن يكون هناك تواجد ثقافي قوي روسي في الدوحة وسوف نقوم بالإعلان عن هذه الخطوة إنشاءالله عندما تتبلور وتتضح معالمها في وقت لاحق، ليتم الإعلان عنها في نهاية العام الجاري حسب تقديري.
هل يوجد أفق للتعاون بين موسكو والدوحة في مشاريع تصدير الغاز الطبيعي المسال، وأي سوق سيستهدف؟
الدوحة وموسكو في تعاون مستمر، حيث أن روسيا وقطر من الدول الكبرى المصدرة للغاز، الأمر الذي يتطلب تنسيقاً مستمراً حول كيفية توفير العروض للمستهلكين والشركاء التجاريين، وبالتالي أنشأنا منظمة التعاون في مجال الغاز التي مقرها الدوحة ونحن في تنسيق مستمر مع الجانب الروسي حول تثبيت الاتفاقيات التي حصلت بين روسيا و منظمة أوبك ودعمها ونحاول دائماً إيجاد فرص مشتركة مع الشركات الروسية تعود بالفائدة على البلدين.
أذكر أيضاً أن التعاون هذا يجب ان يجعل المنافسة بين البلدين يصب في مصلحة المستهلك، فروسيا وقطر والكثير من الدول المصدرة للغاز تجتمع بشكل دوري لبحث أفضل السبل التي تحقق مصلحة المنتجين والمستهلكين.
أما عن الأسواق المستهدفة فنحن في تنافس دائم مع المنتجات الكاربوهيدرونية الأخرى وبالتالي تنسيقنا مع الروس يفتح آفاقا أكبر للمنتج القطري والروسي من خلال تسويقه بأسلوب جيد وايصاله للأسواق العالمية من خلال وضع خطة تسويقية كاملة توضح المنافع البيئية لهذا المنتج.
الرياض توعدت بهجوم عسكري ضد قطر في حال امتلاكها منظومة صواريخ إس- 400 ، ما رأي الدوحة بالموقف السعودي وهل من شأنه أن يؤثر على سير الصفقة للحصول على المنظومة؟
سمعنا عن هكذا تصريحات من خلال الصحف العالمية، لكننا في قطر نؤكد على مبدأ سيادة الدول وحقها في الدفاع عن نفسها والدخول في شراكات شرعية مع دول أخرى، وبالتالي إن كان تصريح السعودية صحيحاً، فنحن نرفضه جملة وتفصيلاً. لسنا في عصر قانون الغاب القائم على التهديد، فنحن ننضوي تحت مظلة الأمم المتحدة وبالتالي لا يحق لأي كان أن يملي إرادته علينا إذا كان ما نسعى إليه حقا مشروعا.
تعاوننا مع الجانب الروسي مستمر في كافة المجالات ومنها المجال الأمني والدفاعي وتسعى قطر لتوطيده ولا يحق لأحد أي كان أن يتدخل في الشؤون الداخلية سواء لروسيا أو قطر، فهذا أمر سيادي ولا يحق للسعودية ولا لغيرها من الدول فرض أي نوع من الضغوط، وأنا أعتبر هذا الموقف تدخلا سافرا في الشوؤن الداخلية سواء لروسيا أو لقطر.
أعتقد أن السعودية أثبتت على مدى أعوام أنها لا تريد أن يمارس أحد الضغط عليها، وخاصة عندما يتعلق الأمر بشؤونها الداخلية. السعودية الآن في حالة حرب في اليمن دخلت عامها الثالث وهذه الحرب لا تعرف عقباها. نعرف أيضاً تدخل الرياض في لبنان على مدى أكثر من عقدين من الزمن وكذلك تدخلها في ليبيا ومصر ومحاصرتها لقطر ومحاولة قلب نظام الحكم. السعودية ليست كما يتعقد البعض أنها تقوم بخدمة أجندة معينة، وإنما هي تقوم بمحاولة فرض ارادتها على الآخرين،وهذه سياسة تخالف في صلبها كل الأعراف والمواثيق الدولية. نحن نقول لهم إن العالم يقوم بصياغة سياساته من خلال مبدأ المصالح المشتركة وأن كان هذا أمر في هذا الوقت لا يتفهمونه ولكن حتميا سوف يكون لهم الفرصة لفهم هذه المبادئ لكن السؤال بأي تكلفة سياسة و اجتماعية واقتصادية ؟
نحن ندعوهم كأخوة وأشقاء وجيران للجلوس إلى طاولة الحوار لحل الكثير من المشاكل الإقليمية وأن تكون أجندة المصلحة المشتركة بيننا وبين الدول والأمن المشترك فنحن لا نريد للمملكة العربية السعودية إلا الخير ونتمنى للشعب السعودي الازدهار والتناغم والانسجام مع محيطه وذلك لن يكون إلا بالتعاون المشترك واحترام الآخر وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وكل ما هو غير ذلك فهو مرفوض.
هل بدء الصفقات العسكرية بين روسيا وقطر يعني أن الدوحة ستعتمد على التسليح الروسي؟
الدوحة تعتمد على أصدقائها وحلفائها وعلى نفسها أولا في الحفاظ على ديمومتها وأمنها وروسيا كبلد صديق لديه القدرة والتكنولوجيا لتوفر ما يمكن توفيره من أنظمة دفاعية تستفيد منها قطر. الدوحة لديها شراكات مع دول مختلفة في المجال العسكري، وهي لن تنفرد بتعاون مع دولة دون أخرى في موضوع التسليح.
هل لدى الدوحة نية لافتتاح ملحق خاص بالشؤون العسكرية؟
نعم سوف يتم افتتاح ملحقية عسكرية قطرية في موسكو وبالمقابل ملحقية عسكرية روسية في الدوحة، وسيكون ذلك قريباً، إن شاء الله في نهاية العام الجاري.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعا عدة مرات إلى تشكيل حلف إقليمي دولي لمواجهة الخطر الإرهابي على المنطقة والعالم لكن لم يجد أذاناً صاغية، في ظل المتغيرات الحالية ما هي برأيكم السبل والإجراءات المطلوبة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة؟
السبيل الأول لتحقيق الأمن هو الحفاظ على كرامة الإنسان وتوفير لقمة العيش، ولنكن صريحين، كثيرون يتهربون من مناقشة المسببات التي أدت إلى ما آلت إليه منطقة الشرق الأوسط، دعينا نستذكر سبب هذه الثورات التي تسمى بالثورات العربية، حيث وصل مؤشر البطالة وفق الاحصاءات الرسمية إلى 50% في كثير من الدول العربية، فما بالك في البطالة المقنعة والتي قد تصل الى 60 و 70 %
الأفق لدى المواطن العربي كان شبه مسدود سواء في المجال الاقتصادي أو مجال تطوير الذات ومحاولة العيش بكرامة في بلده وبالتالي هذه تراكمات أدت إلى حد ما في انتشار ظاهرة العنف في العالم العربي ونحن في قطر ننتهج مبدأ معالجة المسببات وليس فقط الظواهر، فالعنف ظاهرة وليس سبب ونحن ندعو الدول إلى إعادة النظر في السياسيات التي تنتهجها على الصعيد الداخلي. نحن لا ندعو إلى التدخل في الشوؤن الداخلية للدول ولكن إذا كانت الدول تنتهج سياسة تقوم على مبدأ نفي حقوق المواطن فنحن نعرف النتيجة بأن هذا الإنسان سوف يقوم باستخدام العنف كوسيلة للتعبير وهذا قد يؤثر بحد ذاته على الأمن الاقليمي و العالمي، أصبحنا الآن في قرية كل من فيها مرتبط بعضه ببعض، ومن هنا نقول بأنه يجب علينا أن نتعاون مع روسيا، كما أنه على العالم العربي أن يعي كيفية معالجة ظاهرة الإرهاب من جذورها ونحن منفتحون على مبادرة الرئيس الروسي وندعمها كل الدعم.
أجرى الحوار كارينا يونس