لكن الآن ترسخ الولايات المتحدة الأمريكية قاعدتها الجوية في قطر، وتقوم الخطوط الجوية القطرية بنقل القوات الأمريكية إلى الدوحة، وحصلت إيران على امتياز مرور هذه الطائرات في أجوائها، حسب "التايمز".
تمكنت قطر من القيام بذلك جزئيا بسبب ثروتها الهائلة من الغاز والنفط، فيما يتباهى مواطنوها بدخلهم الأعلى في العالم.
كما استطاعت قطر أن تغير بنسبة 180 درجة في علاقتها مع البيت الأبيض، بعلاقاتها التجارية واستغلال أخطاء منافسيها الإقليميين، في محاولة لكسب ضمانة لمستقبلها مع ترامب.
وقال مستشار في مركز تحليلات دول الخليج، إنها سياسة قطرية تعتمد على السبولة المالية، و"صعدت إلى الأمام من الحصار".
وأضاف أن قطر أرادت أن تكون على نفس الخط مع السعودية والإمارات.
لكن هذا النجاح تغير، حينما قررت أمريكا هذا العام أن تغير طبيعة انتشارها في قاعدة العديد الجوية في قطر، ما اعتبر جزء من تشغيل المواقع الأمامية للقيادة المركزية الأمريكية.
ويعكس النزاع مع قطر، عدم ثقة في الإمارة التى تماثل جيرانها في الثروة القادمة من النفط والغاز، بينما تختلف عنهم في توجهاتها السياسية الرئيسية، وعلاقاتها القائمة مع إيران دليلا على ذلك، رغم اشتراك الدول الخليجية في شكوكها حول إيران.
وشجعت قطر التغييرات السياسية في العالم العربي، وإن لم يكن في الداخل، فعبر قناة الجزيرة، ودعم جماعة الإخوان المسلمين.
وأدى هذا الأمر بقطر إلى دعم جماعات إسلامية متمردة من ليبيا إلى سوريا، مع اتهامات بدعمها لإرهابيين أمريكيين.
ومع الحصار وجدت قطر حدودها البرية الوحيدة مع السعودية مغلقة، كما تم طرد مواطنيها من السعودية واٌلإمارات، حيث تمتلك قطر تاريخا تجاريا طويلا مع الدولتين.
وقال بريطاني مقيم في الدوحة، إنه كان من أوائل من وصل إليهم الذعر من الحصار العربي لقطر، في الوقت الذي يكن الحصار فيه معروفا إلى حد كبير.
وأضاف بريان كاندي، أنه بعد بدء الحصار تدخلت إيران وتركيا، وعوضا البضائع التى كانت تأتى من السعودية والإمارات، خصوصا الألبان.
وأشار بريان كاندي إلى أنه لا يلاحظ الآن اختلافا في المعيشة في قطر، لأن الحكومة استطاعات ملء المتاجر مرة أخرى.
"العصا ليست سحرية"، فقطر يبلغ عدد سكانها الأصليين 330 ألف نسمة، ولديها احتياطي أجنبي قدره 40 مليار دولار، واستثمارات أجنبية تتراوح بين 300 إلى 400 مليار دولار.
وكانت المشكلة الأهم في قطر، هى إذا ما كانت السعودية تحاول الإطاحة بالأمير تميم بن حمد، وهو الاعتقاد الذي أثقله ترامب بعض الشيء، خصوصا أن أمريكا هى الداعم العسكري الرئيسي للبلدين.
وقد غرد ترامب ذات مرة أن "الحصار" كان الثمرة الأولى للوعود التى جمعها من الخليج في زيارته إلى هناك في مايو/أيار الماضي من "أجل التغلب على الإرهاب".
وقاد ريكس تيلرسون، وزير الخارجية الأمريكي السابق، وجهة نظر مختلفة بطلبه الوصول إلى حل وسط للأزمة الخليجية، حيث كان تيلرسون الرئيس التنفيذي لشركة إكسون موبيل العامة في قطر بشكل رئيسي أكثر من السعودية، حسب مراقبين محليين.
ومع ذلك فقد بذلت قطر جهدا إضافيا لإرضاء أمريكا في مجال مكافحة الإرهاب، ووقع البلدان مذكرة مشتركة، دللت على تقدم الرضا الأمريكي تجاه قطر.
وفي هذه الأثناء، أصبح المسؤولون الغربيون، إن لم يكن البيت الأبيض نفسه، غاضبين من المواقف العدوانية التى يتخذها الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، وكان اعتقاله لسعد الحريري، رئيس وزراء لبنان، مثير للقلق بالنسبة لهم، كذلك اعتقاله نشطاء في مجال حقوق المرأة بعد أشهر من الإشادة بـ "إصلاحاته الاجتماعية"، أغضبهم كثيرا.
في قطر، يقول المستشارون إنه لا توجد حلول نهائية لعزلتهم المحلية، في حين يؤكدون أن لديهم أصدقاء جدد.
الرجل الذى اقترح ذات مرة الحصار، بدا راضيا عن العقاب، وحين استقبل الأمير تميم في البيت الأبيض في أبريل/ نيسان الماضي، كان ترامب إيجابيا، وقال إنه يعرفه قبل دخوله- أى ترامب-إلى عالم السياسة، وإن شعبه يحبه.