يقول سمير أيوب عضو المركز الثقافي الروسي العربي في سان بطرسبورغ حول العقوبات الأمريكية الجديدة ضد غيران: كل العقوبات الأمريكية على إيران، وكل ما تلجأ إليه الولايات المتحدة ضد إيران وأصدقائها، هو ناتج عن صراع بين حلفين، حلف يدافع عن مصالحه وحقوقه وحلف آخر يستمر بعدوانه وابتزازه واستخفافه بالمقررات الدولية وحقوق الشعوب التي لا بد أن تنتصر في نهاية المطاف.
بينما يقول الخبير الإيراني في شؤون الشرق الأوسط: إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعول على الضغط من خلال الإعلام على إيران حتى يحقق مكاسب سياسية في إدارته بالداخل الأمريكي، وعلى لسان وزير خارجيته أعلن عن ضرب إيران وتدمير نظامها، لكن لم يحصل على هذا الهدف، لذلك بدأت إيران نشاطا دبلوماسيا مع الأصدقاء والأطراف الأخرى في أوروبا وفي كل دول العالم التي تتضرر من سياسة ترامب ضد إيران، وهذه الدول مثل كوريا الجنوبية وكندا واليابان وغيرها لها علاقات تجارية واقتصادية مع إيران لا تستطيع تحمل الخسارة بسبب سياسة العقوبات الاقتصادية ضد إيران، كما أن ترامب بسياسته هذه ضد إيران يريد ابتزاز بعض دول الخليج النفطية كي يكسب من جيبها الأموال، كما أن ترامب يريد أن يعوض في خسارات اقتصاد أمريكا الداخلي.
لا بد من التذكير بما قاله الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال لقائه حشد من الإيرانيين المقيمين في فيينا: إن "فرض العزلة على الشعب الإيراني الذي هو هدف إجراءات أمريكا الجدیدة سیكلفهم ثمنا باهظا جدا وسیكون الشعب الإیراني أكثر مقاومة مما مضي أمام ذلك".
وأضاف روحاني: "لو كانت الإجراءات الأمريكية ضد جزء أو مجموعة خاصة في إيران، لربما كان بإمكانهم أن يفعلوا شيئا ما، لكنهم الآن يقفون ضد الشعب الإيراني كله، وهم يوجهون رسائل تهديد لأي شركة أو مصرف يقيم علاقات مع إيران من أجل قطع هذه العلاقات".
وعن الأسباب الحقيقية للعداء الأمريكي لإيران يقول سمير أيوب: من الواضح أن الأسباب الحقيقية لهذا الموقف المعادي من قبل الولايات المتحدة ضد إيران، هو يعبر عن موقف إسرائيل ضد إيران، وأيضا هو مدفوع من قبل السعودية والإمارات العربية والتي تتمنى من الولايات المتحدة ليس فرض العقوبات الاقتصادية على إيران فحسب، وإنما تتمنى منها مهاجمة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهذا ما تريده هذه الأنظمة ومعها إسرائيل، ولأنهم لا يستطيعون القيام بعمل عسكري ضد إيران فهم يحرضون ويدفعون الولايات المتحدة للقيام بهذه الأعمال، ولأن إيران دعمت المقاومات في المنطقة ضد العدوان الأمريكي وضد الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية، وأيضا لأن إيران وقفت إلى جانب الشرعية السورية التي تحارب العصابات الإرهابية التي جاءت إلى سوريا مدعومة من هذه الأنظمة الخليجية على الجغرافية السورية.
بينما قال الخبير الإيراني في شؤون الشرق الأوسط هادي محمدي حول احتمال توجيه ضربة أمريكية إلى إيران: الولايات المتحدة تحسب ألف حساب لأي عمل عسكري ضد إيران، لكن حسب كل المعطيات فليس لدى البنتاغون أي خطة رسمية لضرب إيران، بل يستخدمون الحرب الإعلامية والاقتصادية ضد إيران للابتزاز وجني الأموال من الدول العربية مثل السعودية والإمارات، ولكن لدى إيران جهوزية تامة للرد على أي اعتداء، وسيكون هناك خسارة كبيرة للأمريكان وشركائهم في المنطقة، وأول خسارة ستكون في الأراضي الفلسطينية المحتلة من قبل الكيان الصهيوني.
لدى الولايات المتحدة الأمريكية طريقة واحدة في التعامل مع الدول، ألا وهي القوة وفرض العقوبات والإملاءات، وقد فرضت أمريكا عقوبات على إيران لأكثر من ثلاثة عقود ولم تنجح بكسر شوكتها أو إخضاعها، بل استطاعت إيران أن تتطور في كل المجالات وتعتمد على نفسها بكل شيء، كما فرضت الولايات المتحدة العقوبات على روسيا ولكن جاءت نتيجة العقوبات بعكس ما أرادته الولايات المتحدة تماما.
ولا بد من التذكير بما قاله الرئيس الإيراني حسن روحاني: لا أريد القول إن الأمريكيين لا يمكنهم أن يسببوا مشاكل لإيران، إلا أنهم لا ينجحون أبدا في تنفيذ ما يدعون إليه، وليس بإمكانهم قطع خطوط اتصال العالم مع إيران".
إعداد وتقديم: نزار بوش