سبوتنيك: ما هى الأسس القانونية التي عقدتم على أساسها الدورة الأولى للجمعية الوطنية؟
سبوتنيك: أنتم تعقدون الآن جلستكم الأولى للجمعية الوطنية… من يعترف بنتائج وتوصيات تلك الجلسات؟
الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي واحدة من المؤسسات، التي تم تشكيلها على الأرض، ويعترف بها الشعب الجنوبي، بعد أن حرر مؤسساته، مما كان يطلق عليه "اليمننة" السابقة، التي كانت مفروضة عليه، ونحن الجنوبيون تواقين لاستعادة حريتنا ومؤسسات دولتنا، من خلال تلك المؤسسات، بطريقة سلمية، حتى الآن، ونحن الآن، نملك القاعدة الشعبية على الأرض، ونعقد الدورة الأولى لجمعيتنا في عاصمة الجنوب "عدن"، ومن يحميها هم الجنوبيون.
سبوتنيك: ما الذي سينتج عن تلك الاجتماعات وكيف سيطبق على الأرض؟
استعرضنا خلال الدورة الأولى للجمعية الوطنية القوانين السائدة، والتي لا تتناسب مع الواقع، وبها الكثير من السلبيات، وتم تشكيل لجان دستورية وقانونية لبحث القوانين ومواد الدستور القادم للبلاد، لكي نكون جاهزين فور تحقيق استحقاق الدولة، وحتى لا نجد أنفسنا في ورطة وفوضى في كل شىء، وعند وصولنا لاستحقاق الدولة سيكون هناك استفتاء شعبي على تلك القوانين بعد مناقشتها.
سبوتنيك: معنى هذا أن الجمعية الوطنية يمكن تصنيفها اليوم بأنها "برلمان ظل"؟
المؤسسات التي تم تشكيلها من جانب المجلس الانتقالي، هى مؤسسات شعبية، وهياكل دولة قادمة، بشكل سلمي وديمقراطي، وهي جاهزة للعمل، بشكل رسمي، إذا ما حدث انهيار مفاجيء للدولة، ونصحنا بذلك الكثير من الأصدقاء بأنه لا بد من وجود مؤسسات وقوانين جاهزة لتفادي عمليات الانفلات والفراغ التشريعي والقانوني، وهذا الاجتماع هو رسالة واضحة للجميع.
المجلس الانتقالي لم ينتقص من أي مكون جنوبي، وفتح الباب أمام الجميع، وهناك توافق تام بين القيادات التاريخية في الجنوب والمجلس بالنسبة لهدف الرئيس، وهو حرية واستقلال شعبنا الجنوبي، وقد نختلف في الوسائل التي يمكن بها تحقيق ذلك، لكن مشروعنا واضح، وضوح النهار، وهو استعادة دولة الجنوب وحرية شعبها، ولا يوجد خلاف بين هؤلاء القادة والمجلس الانتقالي، حتى وإن كانوا خارج الإطار التنظيمي للمجلس، وقد دارت بيننا الكثير من النقاشات، والتي أسفرت عن نقطتين مهمتين، أولاهما توحيد الخطاب السياسي، طالما الهدف واحد، وثانيهما توحيد فرق التفاوض. وسنواصل الحوار مع الشخصيات والقيادات التاريخية بما فيهم سلاطين، كانوا متواجدين في سدة الحكم قبل الاستقلال، فالمجلس الانتقالي منفتح على الجميع، ومع أضعف المكونات السياسية في الجنوب.
سبوتنيك: ما هى طبيعة الخلافات بينكم وبين الرئيس هادي الآن؟
ليس بيننا وبين الرئيس هادي أي خلافات، في الوقت الراهن.
سبوتنيك: المعادلة في الجنوب معقدة… أنتم تتحدثون عن دولة مستقلة وتدعمون التحالف… والتحالف يتحدث عن وحدة اليمن… هل لك أن تشرح لنا تلك المعادلة؟
يجب أن تعرف أن الحوثيين انقلبوا على الشرعية، وفرضوا أمر واقع، ويدعمهم الآن جزء من القوى الدولية، وفي الوقت نفسه الحكومة اليمنية تريد التحاور معهم، الآن، ونحن كجنوبيين ومجلس انتقالي وقفنا مع "الشرعية"، والرئيس هادي، والتحالف ضد الحوثيين، وأعدنا الشرعية، ومع ذلك لا نجد اعترافا بقضيتنا، فالمعادلة غير منطقية. إننا لا نطلب سوى بحقنا الشرعي الذي ناضلنا من أجله، منذ العام 1994، وقدمنا من أجله آلاف الضحايا.
هناك معادلة غير منطقية، الانقلابيون يعترف بهم، ومن قام بمراجعة الشرعية لكم لا تعترفون به. الأمر الآخر، إننا نطالب بحق، ونحن نقاتل اليوم مع التحالف في الشمال، ليس لأننا ضد الشعب الشمالي، ولكننا نريد رفع القهر عن الشعب الشمالي، أيضا.
وأقول لك إن امر شعبنا محسوم بإرادة شعبية واقعية على الأرض، و بسلميتنا، حتى الآن، نطالب المبعوث الأممي والأمم المتحدة بالالتفات إلى القضية الجنوبية، وليس لدينا مانع من التعاطي مع الحلول الدولية، التي تسير في اتجاه مشروعنا حول استعادة الدولة الجنوبية والاستقلال.
سبوتنيك: سؤال ما موقعكم في معادلة التفاوض التي تقول الوقائع أنها قادمة؟
نحن الجنوبيون فوضنا المجلس الانتقالي في تحقيق استعادة الدولة الجنوبية والاستقلال، وإذا فرض علينا المجتمع الدولي حلا، ولكن أن نعتبر أن القضية الجنوبية هي محور الصراع القائم الذي بدأ، في 2015، ونحن قابعون في أرض جغرافيا تهم العالم في الملاحة الدولية والتجارة الدولية، في باب المندب والساحل والخليج العربي، وبالتالي لن يكون هناك استقرار، طالما لم تحل القضية الجنوبية.
سبوتنيك: الجميع يتحدث عن المنافذ والمضايق البحرية في البحر الأحمر، وقد حددت ايران أنها إذا منعت من تصدير النفط ستمنع تصدير النفط في المنطقة؟
الصراع القائم في اليمن ليس معزولا عن الصراع الدائر في الشرق الأوسط، وهو يعود أصلا لمصالح الكبار، أو لتحقيق مصالح الكبار، ومصالحهم ستعود إلى وضعها الطبيعي في حال ما تم حل القضية الجنوبية، فالكبار يتحدثون عن المضايق و الموانيء وحرية الملاحة ومسألة تدويل بعض الخطوط الملاحية وتدويل ثروات هذه الشعوب، ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يسلك سلوكا لإنهاء شعب بكامله، فهو يريد الاستقرار والسلام للإقليم والعالم؛ من أجل ضمان استقرار المنطقة و الملاحة و التجارة الدولية.
سبوتنيك: هل هناك دعم إماراتي مباشر للمجلس الانتقالي والجمعية الوطنية؟
سبوتنيك: هناك قوى عسكرية تكونت على الأرض في الجنوب، مثل العمالقة… إلى أي جهة تتبع؟