وأوضح الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في بيان صحفي حصلت "سبوتنيك" على نسخة منه، اليوم الخميس 12 يوليو/ تموز، أن الحجرات المكتشفة إحداها يحتوي على معالم بناء رومانية حيث تتكون جدرانها من كتل حجرية كبيرة ذات زوايا قائمة بدقة، مما يشير إلى أنها ترجع للعصر الروماني، وحجرات أخرى عثر بداخلها على عمود من الرخام ببدن أملس على الطراز الروماني، بالإضافة إلى كمية كبيرة من العملات.
بالإضافة إلى حجرات أخرى ذات جدران بيزنطية تضم كتلا حجرية غير منتظمة في حجمها وغير متساوية، والفراغات تملأ بالمونة البيزنطية والتي ليست بقوة وصلابة المونة الرومانية ولذلك عثر عليها مفككة.
وحجرة ذات أرضية مبلطة ببلاطات بأحجام مختلفة عثر بداخلها على تاج عمود عليه زخرفة الزهرة ذات الست وريقات، التي عرفت في الفن الإغريقي والهللينستي، والتي استعملها أقباط مصر لترمز للصليب ذو الستة أذرع والتي ظهرت أيضا على قاع طبق من الداخل والتي جاري ترميمه.
ومن جانبها قالت الدكتورة نادية خضر رئيسة الادارة المركزية لآثار وجه بحري، إنه تم العثور أيضا على عدد من اللقى الأثرية التي تمثل مسارج ذات زخارف مسيحية خالصة كرمز الصليب وسعف النخيل ذات أسلوب صناعة روماني، وأطباق وقلايات عليها آثار الحرق، واثنين من الجرار الكبيرة تستخدم في ملء المياه، وجميعهم بحالة جيدة من الحفظ، بالإضافة إلى عدد كبير من شقفات الأواني غير المزخرفة.
ويذكر أن موقع ميت أبو الكوم بمنطقة ماريا كانت عاصمة منطقة غرب الدلتا، خلال فترة الاحتلال الفارسي وكانت تمثل مملكة مستقلة ممتدة على الشاطئ الجنوبي لبحيرة مريوط غرب الإسكندرية، وتشير الكتابات المختلفة إلى أن إقليم مريوط كان يعج بالسكان والنشاط التجاري والصناعي لازدهار المنطقة بزراعة الكروم وإنتاج النبيذ.
كما يعد هذا الموقع من مواقع المدن القديمة التي تهدمت أبنيتها ولم يبق من منشآتها إلا بعض الجدران أو الأساسات التي تظهر في المجسات، والتي تفيد في التعرف على التتابع الطبقي لموقع الحفائر.