وتشير الزيارة إلى تحركات تقودها السلطات الكردية، التي تسيطر على نحو ربع أراضي سوريا، لفتح قنوات مع حكومة الرئيس بشار الأسد بينما تسعى إلى التفاوض على اتفاق سياسي يحفظ للأكراد حكمهم الذاتي.
وقال الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية رياض درار في محادثة هاتفية من فيينا اليوم الجمعة إن الوفد تقوده إلهام أحمد الرئيسة التنفيذية للمجلس، وأضاف أن الوفد وصل منذ يومين.
ورغم أن الاجتماعات لا تمثل بداية للمفاوضات قال درار إن هذا هو الهدف، مضيفا "علينا أن نحل مشكلتنا بأنفسنا ولدينا ما نفاوض عليه".
وستثير أي مفاوضات بين دمشق وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن أسئلة جديدة عن السياسية الأمريكية في سوريا حيث انتشر الجيش الأمريكي في منطقة خاضعة لهذه القوات خلال الحملة على تنظيم الدولة الإسلامية.
ووصف الأسد القوات الأمريكية بأنها قوة احتلال، وفي مايو/أيار ذكر للمرة الأولى أنه مستعد للحديث مع قوات سوريا الديمقراطية لكنه هدد أيضا باستخدام القوة وقال إن الأمريكيين سيغادرون بطريقة أو بأخرى.
وزاد قلق أكراد سوريا من الولايات المتحدة خاصة من تصريحاتها المتضاربة بشأن خططها في سوريا.
وتمتد المنطقة التي تهيمن عليها قوات سوريا الديمقراطية، التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية، في أجزاء كثيرة من شمال سوريا وشرقها وتضم أراضي زراعية ومصادر نفط ومياه.
امتدت المنطقة لتتجاوز الأراضي ذات الأغلبية الكردية في الشمال إلى مناطق يغلب عليها العرب مثل الرقة خلال الحملة على الدولة الإسلامية.
وتجنبت الجماعات الكردية الرئيسية في سوريا إلى حد كبير المواجهات مع الأسد خلال الحرب الدائرة منذ سبع سنوات، بل تعاون الجانبان في بعض الأوقات في قتال خصوم مشتركين.
وبدأت المحادثات مؤخرا بشأن عودة موظفي الدولة وإصلاح سد الطبقة، أكبر سدود سوريا، والذي انتزعت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة السيطرة عليه من تنظيم الدولة الإسلامية العام الماضي.
وأشار درار إلى أن محادثات بشأن سد الطبقة جرت مع وفود جاءت من دمشق، وبخصوص زيارة مجلس سوريا الديمقراطية هذا الأسبوع قال درار إن هذه بالتأكيد أول زيارة.
واستبعدت الجهود الدبلوماسية التي تجريها الأمم المتحدة الأكراد بناء على رغبة تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي التي تعتبر الجماعات الكردية السورية امتدادا لحزب العمال الكردستاني.
وتوقع درار فشل الجهود التي تدعمها الأمم المتحدة والتي تركز حاليا على تشكيل لجنة لصياغة الدستور تضم ممثلين عن الحكومة والمعارضة وشخصيات مستقلة، وقال "مسألة اللجنة الدستورية مسألة مطاطة وأعتقد أن هذه اللجنة لن تقوم بدورها في المستقبل وسوف يغلق باب جنيف لاحقا دون نتائج".
ويقول أكراد سوريا إنهم لا يرغبون في الاستقلال لكن يأملون في التوصل لاتفاق سياسي يحفظ لهم الحكم الذاتي الذي انتزعوه لأنفسهم خلال الحرب.
ويتحرك زعماء أكراد سوريا بحذر مقارنة بأكراد العراق الذين صوتوا على الاستقلال في استفتاء العام الماضي، وأثار التصويت الذي عارضته الولايات المتحدة أزمة وسبب عزلة إقليمية للأكراد مما اضطرهم إلى التراجع في نهاية المطاف.