عادة ترك أثر الدم عبر طبع الكف على الحوائط أو السيارات أو أبواب المنازل يفعلها النسبة الأكبر من المصريين دون إدراك لدلالتها أو تأثيرها سوى أنها "تطرد الحسد" وذلك حسب النسبة الأكبر من المواطنين الذين تواصلت معهم" سبوتنيك"، حيث أكدوا أنهم ولدوا ووجدوا الآباء والأجداد يفعلون ذلك الأمر وأنه يعد أحد أوجه التباهي بذبح الأضحية، وأن طباعة الكف على السيارة يذهب الحسد، خاصة أن معظم من يذبحون ذبيحة عند شراء سيارة جديدة أو منزل يطبعون الكف بالدم على الشيء الجديد.
من ناحيته يقول كبير الباحثين الأثريين بوزارة الآثار مجدي شاكر إن بعض المظاهر التي تمارس في عيد الأضحى منها غمس الأيدي في الدماء ووضعها على جدران المنازل والسيارات متوارثه من المصريين القدماء، حيث يرمز اللون الأحمر والدماء لأله الشر المعبود ست، وكان وضع علامة الكفوف الخمسة من دماء الضحية ووضعها على الجدران لمنع شر المعبود ست، ومنع أي عين من الحسد وطرد الأرواح الشريرة، وأن الكثير من الكفوف الخمسة كانت تصنع من الأحجار وتوضع كتميمة داخل أربطة المومياء أو في التابوت لطرد الأرواح الشريرة.
الأضحية قديما
المصريون القدماء اهتموا بالاحتفالات والأعياد، وكانوا من أوائل شعوب العالم احتفالا بها، وكانت تصف بأنها "أعياد السماء".
وتعود فكرة الذبائح حسب ما أكد الباحث الأثري مجدي شاكر إلى عملية القرابين التي كانت تقدم للإله وتوزع على الفقراء، والبعض منها يقدم إلى الكهنة لتوزيعها.
وتعود فكرة القربان أو الأضحية في الأصل إلى مهد الحضارة البشرية، حيث كانت تقدم للتخوف من غضب الطبيعة وعدم فهم ماهية الوجود وأصله، والتسليم إلى قوة خارقة أو إله عظيم مجهول، وهو ما دفع الشعوب القديمة إلى حيلة للتقرب إلى تلك الآلهة، عن طريق المنح والعطايا التي تنوعت ما بين المأكولات والمشروبات والزهور والحبوب والقمح والحيوانات، لتأكيد الإيمان بقوه الآلهة وسلطتهم وتحاشيا لغضبهم، ورد شر الطبيعة والكيانات المؤذية، والاستجابة للدعوات والمطالب، والحصول على المعرفة وإطالة العمر.
كانت قرابين مصر القديمة تقدم تحت إشراف كهنة المعابد، وتراوحت بين عطايا من أفضل اللحوم والطعام الفاخر، جلبا لرضا الآلهة، كما كان للخبز قيمة عظيمة، وقدم ضمن القرابين الجنائزية على الموائد أمام المقابر، وهو ما جسدته العديد في النقوش والرسوم التصويرية في المعابد والمقابر.
خلو الأضحية من الأمراض
كان القربان يتم اختياره من بين أجود الحيوانات وأثمنها للذبح وكان أحد الكهنة المتخصصين يشم دماء الذبيحة ليتعرف على خلوها من الأمراض، وكان الجزار تابع للمعبد أو القصر، حيث يتم الذبح عن طريق قطع العنق أو الرجل اليمنى، وتوزع طبقا لقواعد محدده.