وجاء في مذكرة مقتضبة صدرت عن الوزارة، أن هذا القرار اتخذ بعد قيام الإدارة، بتوجيه من الرئيس ترامب، بمراجعة المساعدات المقدمة للسلطة الفلسطينية وسكان الضفة الغربية وقطاع غزة، "لضمان أن يتم إنفاق هذه الأموال بما يتماشى مع المصالح القومية للولايات المتحدة وتفيد دافع الضرائب الأمريكي".وأضافت المذكرة أن المبلغ الذي تم سحبه سيحوّل إلى تمويل "مشاريع أخرى ذات الأولوية".
كما أشارت الخارجية إلى أن القرار المذكور "يأخذ بعين الاعتبار التحديات التي يواجهها المجتمع الدولي بتقديمه مساعدات في غزة، حيث تعرّض سيطرة "حركة حماس" سكان غزة للخطر وتقود إلى تدهور الوضع الإنساني والاقتصادي الرديء".
وبحسب المصادر فإن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، وجاريد كوشنير، صهر الرئيس ترامب وكبير مستشاري الشرق الأوسط، هم من قرروا التخفيضات في اجتماع رفيع المستوى، مطلع الشهر الجاري، ويأمل كوشنير أن تشكل هذه التخفيضات في المساعدات ضغوطا على الفلسطينيين لقبول خطة السلام المقترحة من الإدارة الأمريكية.
من جهة أخرى، قالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي: "إن قرار الولايات المتحدة سلوك لا أخلاقي وغير المسؤول".
وأضافت عشراوي في بيان وصل لوكالة "سبوتنيك": "أثبتت الإدارة الأمريكية أنها تستخدم أسلوب الابتزاز الرخيص أداة ضغط لتحقيق مآرب سياسية، ولكن الشعب والقيادة الفلسطينية لن يخضعوا للإكراه والتهديد، كما أن الحقوق الفلسطينية ليست برسم البيع أو المقايضة".
وتابعت عشراوي: "إن استخدام الإدارة الأمريكية سياسة البلطجة ومعاقبة شعب تحت الاحتلال لن يجلب لها مكانة أو تقدير في العالم أجمع وإن هذا السلوك المستهجن يدلل على إفلاسها السياسي والأخلاقي فهي من خلال تواطؤها مع الاحتلال الذي سرق الأرض والموارد وفرضها للعقوبات الاقتصادية تمعن في معاقبة الضحية ومكافأة المحتل".
يقول أستاذ القضية الفلسطينية في جامعة القدس المفتوحة الدكتور أسعد العويوي في حديث لبرنامج "حول العالم" بشأن قرار إدارة الرئيس دونالد ترامب سحب أكثر من 200 مليون دولار من برامج مساعدات الإغاثة للفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، يأتي هذا القرار في سياق الموقف الفلسطيني الرافض للخطة الأمريكية التي تسمى بصفقة القرن، وهذا يعتبر قرار سياسي بامتياز، الهدف الأساسي منه، الضغط على القيادة الفلسطينية للقبول بالإملاءات الأمريكية، التي تريد فرض حلا حسب المزاج الأمريكي الذي يتبنى وجهة النظر الإسرائيلية 100 في المئة.
ويتابع العويوي قائلا: في المقابل هناك للأسف موقف فلسطيني منقسم على نفسه، صحيح أن الكل يعلن أنه ضد السياسة الأمريكية، وضد صفقة القرن، إلا أن ما يدور من وراء الكواليس لجهة جر "حماس" لعقد اتفاقية هدنة مع إسرائيل، ما هو إلا لتعميق الانقسام الفلسطيني أيضا ولجر "حماس" إلى نفس الفخ الذي وقعت فيه "حركة فتح" ومنظمة التحرير الفلسطينية عندما وقعّت اتفاقية أوسلو تحت بند: لننقذ ما يمكن إنقاذه، لكن اتضح فيما بعد أن الضفة الغربية أصبحت في يد الإسرائيليين،وجزء كبير منها يُبنى عليه الاستيطان الإسرائيلي، ورأينا كيف أن هذا الاستيطان زاد أكثر بنسبة 100 % من بعد توقيع اتفاقية السلام. الخوف هنا هو أن تلعب الإدارة الأمريكية وإسرائيل بمساعدة جزء من العرب الرسميين بالمال وبالموقف السياسي لتوقيع اتفاقية طويلة الأمد بمعنى تحت أغراض إنسانية للوضع الصعب في غزة ولنفس الظروف التي وقعت فيها حركة فتح قبيل اتفاقية أوسلو.
إعداد وتقديم: عماد الطفيلي