فيما أعلن قائد شرطة البصرة ليلة الأربعاء منع الدخول للمحافظة والخروج منها، كشفت وزارة الصحة، أمس الثلاثاء، عن حصيلة القتلى والجرحى جراء التظاهرات في البصرة، فيما أشارت إلى أن كل كوادرها مستنفرة لتقديم كافة الخدمات.
وقال المتحدث الرسمي للوزارة سيف البدر في بيان إن "حصيلة التظاهرات الشعبية في محافظة البصرة بلغت 68 جريحا منهم 41 مدني و 27 من القوات الأمنية مع 5 شهداء من المتظاهرين".
وأضاف البدر إن "الوزارة على تواصل مستمر مع صحة البصرة لمتابعة الأوضاع الصحية وسير تقديم الخدمات الطبية والصحية لأي حوادث خلال التظاهرات ورفدها بكافة احتياجاتها من الأدوية وأكياس الدم والمستلزمات الطبية اللازمة"، مشيرا إلى "عدم وجود أي نقص في الادوية والمستلزمات الطبية".
وعن التظاهرات في محافظة البصرة يقول ضيف برنامج هموم عراقية على أثير راديو "سبوتنيك" الناشط المدني كاظم السهلاني:
"منذ بداية التظاهرات والقوات الأمنية سارعت إلى استخدام العنف ضد المتظاهرين، وهو أسلوب يؤدي إلى زيادة المتظاهرين تحديا. فالمطالب التي يطالب بها المحتجون هي مطالب بسيطة وتتعلق بحياتهم، والقوات الأمنية تزيد من استخدامها لوسائل القمع من أسلحة نارية وهراوات وغازات مسيلة للدموع إضافة إلى الاعتقالات والتعذيب. وبعد مقتل أحد المتظاهرين ازدادت حدت التظاهرات، ما أدى إلى سقوط خمسة متظاهرين قتلى آخرين مع أكثر من عشرين جريحا واحتراق مبنى المحافظة بسبب المصادمات. علما أن طوال مدة التظاهرات لم تكن هناك أي مظاهر مسلحة ولم يتم حمل أي آلة حادة من قبل أي متظاهر، لكن القوات الأمنية تتعامل مع المتظاهرين وكأنهم إرهابيين، رغم أن المتظاهرين سلميين، إلا أن تعامل القوات الأمنية واهمال الحكومة لهم هو ما أدى إلى تصعيد الوضع."
وتابع السهلاني، "لا يوجد أي توجه حكومي لحل المشاكل في المحافظة، مجرد وعود لا تجد سبيلا لتنفيذها، حيث ومن مدة طويلة لم ير المواطن أي تغيير على الأرض، ناهيك عن النعوت والاتهامات التي تطلقها الحكومة المحلية في البصرة بحق المتظاهرين، فهم مرة مخربين وأخرى لديهم أجندة خارجية وما إلى ذلك من الاتهامات بحقهم."
وأضاف السهلاني، "إن الحكومة الاتحادية كانت تعتقد أن التظاهرات تتعلق بالجو الحار الذي تعاني منه محافظة البصرة، وأن تلك التظاهرات سوف تخبو مع تحسن الجو، وهي مغالطة كبيرة وقعت فيها الحكومة أدت إلى زيادة غضب المتظاهرين."
وعن وساطات تهدئة الجمهور في البصرة، يقول السهلاني، " للأسف كان دخول المرجعية الدينية على خط التظاهرات متأخرا جدا وغير فعال، وكنا ننتظر منها في خطب الجمعة تأييدا للتظاهرات وإدانة للمسؤولين الفاسدين والفاشلين في إدارة المحافظة، لا مجرد كلمات قابلة للتأويل من الطرفين وطروحات ليست بمستوى الطموح، أما الأحزاب فهي منشغلة تماماً في البحث عن مصالحها وقضية تشكيل الحكومة الاتحادية، وليس لهم أي اهتمام لما يدور في البصرة، كما أن الانتخابات البرلمانية انتهت وحققت الأحزاب ما تصبوا له من هذه الانتخابات."
وأضاف السهلاني، "أن تظاهرات البصرة حقيقية وعفوية وغير مرتبطة بجهات سياسية، فقط متظاهرين يطالبون بحقوقهم المشروعة، لكن ما يواجهونه هو الرصاص الحي والاهمال والقتل، ولا نستبعد أي تطور أو تصعيد في الأحداث، طالما أحدا لم يستمع لمطالب المتظاهرين."
إعداد وتقديم ضياء إبراهيم حسون