برلين — سبوتنيك. وقال ماس، في مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف: "مهتمون بالتحقيق في هذه القضية"، مضيفا أنه "إذا كان الجميع على استعداد لتبادل المعلومات المتاحة، فسيكون هذا موضع ترحيب"، مشيراً إلى أن برلين حصلت من لندن على "الكثير من المعلومات… ولا يوجد سبب للتشكيك بها".
وأكد الوزير الألماني، خلال حديثه في هذا السياق أنه "نحن في هذه القضية على اتصال وثيق بشركائنا".
هذا وفي 5 أيلول/ سبتمبر وجهت النيابة العامة البريطانية الاتهام لاثنين من المواطنين الروس، هما ألكسندر بتروف وروسلان بوشيروف، موجهة إليهما أربعة تهم، من بينها محاولة اغتيال وقتل "سكريبال" والشرطي البريطاني نيك بيل. وتؤكد رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي أن المشتبه بهما يعملان لصالح الاستخبارات الروسية. وقالت الخارجية الروسية في تعليقها على الأمر، إن الأسماء والصورة المنشورة للمتهمين الروسيين لا تعني شيئا، وإن التحقيق في مثل هذه الجرائم يتطلب تحليلا دقيقا وتعاونا مكثفا بين وكالات إنفاذ القانون بالبلدين. ويعتزم مكتب المدعي العام التعاون مع وكالات إنفاذ القانون البريطانية في هذه الحالة، ويعول على تلقى الدليل على التورط المحتمل للمواطنين الروسيين.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن في وقت سابق، أن سلطات روسيا تعرف هوية "المشتبه بهما" في "قضية سكريبال"، والتي ادعت لندن تورطهما، وطلب منهما أن يظهرا وأن يتحدثا أمام وسائل الإعلام.
يذكر أن الشرطة البريطانية عثرت على الضابط السابق في الاستخبارات العسكرية الروسية، سيرغي سكريبال، الذي عمل لصالح الاستخبارات البريطانية وابنته يوليا، مغما عليهما عند مركز تجاري في مدينة سالزبوري البريطانية في الـ 4 من آذار/مارس الجاري.
ويوجه الجانب البريطاني، الاتهامات إلى روسيا بتورطها في تسميم سكريبال وابنته، بمادة شالة للأعصاب "آ-234".
من جانبها، نفت روسيا مرارا علاقتها بهذا الحادث، مؤكدة أنها تخلصت من كل الأسلحة الكيميائية لديها، وبإشراف من منظمة حظر استخدام الأسلحة الكيميائية.
هذا وأعلنت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في وقت سابق إنه بالنسبة لقضية سكريبال، تم إرسال حوالي 60 مذكرة دبلوماسية إلى وزارة الخارجية تطالب بأن يتم السماح لروسيا بالاطلاع على التحقيقات، وزيارة المواطنين الروسيين المصابين في الحادث، بالإضافة إلى طلب المساعدة القانونية واقتراحات للتعاون، بما في ذلك إجراء تحقيق مشترك، لكن السلطات البريطانية لم ترد عليهم.
واتهم وزير الخارجية البريطاني السابق، بوريس جونسون، روسيا بتسميم سكريبال في آذار/مارس، قائلا إن الدليل على مسؤولية موسكو "مذهل". ثم اتضح أن الاتهامات الموجهة إلى روسيا غير صحيحة. وذكر رئيس المختبر السري لوزارة الدفاع البريطانية فيما بعد أن الخبراء لم يتمكنوا من تحديد مصدر المادة، التي، بحسب الجانب البريطاني ، قد تسببت في تسمم سكريبال وابنته.