وبعد مأدبة عشاء في سالزبورغ، قال قادة الاتحاد الأوروبي إنهم سيسعون من أجل التوصل لاتفاق الانسحاب الشهر المقبل، لكنهم حذروا ماي من أنها إذا لم تقدم تنازلات بشأن التجارة والحدود الأيرلندية بحلول نوفمبر/ تشرين الثاني، فإنهم على استعداد للتأقلم مع خروج بريطانيا دون اتفاق.
ورأت وسائل الإعلام البريطانية في ذلك رسالة واضحة.
وكتبت صحيفة "ديلي ميرور" في صفحتها الأولى: "انكسرت خطتك للانسحاب".
ونشرت الصحف البريطانية في صفحاتها الأولى صورة التقطتها "رويترز"، وتظهر فيها ماي ترتدي سترة حمراء وتقف وحدها بمعزل عن جمع من قادة الاتحاد الرجال في ملابسهم الرسمية.
وكتبت صحيفة غارديان: "ماي تتعرض لمذلة"، بينما جاء عنوان صحيفة "تايمز": "إذلال ماي".
وقالت صحيفة "فاينانشال تايمز" التي أيدت بشدة البقاء في الاتحاد الأوروبي: "آمال ماي لقمة سالزبورغ تتحطم على صخرة رفض قادة الاتحاد الأوروبي لخطة تشيكرز". أما هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) فقالت: "رئيسة الوزراء تواجه إعراضا محرجا في سالزبورج".
وتنم العناوين السلبية عن مدى اختلاف التصورات بين لندن وعواصم الدول السبع والعشرين الأخرى في الاتحاد الأوروبي بشأن مستقبل الانسحاب من التكتل.
وذهبت صحيفة "صن" إلى أبعد من ذلك قائلة: "فئران الاتحاد الأوروبي القذرة… غوغاء منطقة اليورو ينصبون فخا لماي". كما نشرت صورة ساخرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك على هيئة اثنين من رجال العصابات الأمريكية المسلحة.
وقال ماكرون صراحة إن مقترحات ماي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والمعروفة باسم (تشيكرز) نسبة للبيت الريفي الذي أقرت فيه الحكومة البريطانية الخطة في يوليو تموز "غير مقبولة".
وسعى جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية إلى التخفيف من أي شعور بالأذى لكنه دعا إلى توخي الحذر وشبه بريطانيا والاتحاد الأوروبي بالقنفذين المتحابين.
وقال لصحف نمساوية: "عندما يتعانق قنفذان، فينبغي الحذر كي لا تحدث خدوش".
ومن المقرر أن تغادر بريطانيا الاتحاد الأوروبي في 29 مارس/ آذار، لكن لا شيء واضح حتى الآن، فالجانبان لم يتوصلا لاتفاق بشأن الانسحاب وخصوم ماي يتربصون بها وبعض المعارضين للخطة تعهدوا بالتصويت ضد أي اتفاق محتمل للانسحاب.
وتقول كل من لندن وبروكسل إنهما ترغبان في التوصل لاتفاق، لكن الوقت ضيق إذا كان لبرلماني بريطانيا والاتحاد الأوروبي أن يصدقا على اتفاق بحلول 29 مارس/ آذار. ولا بد أن يوافق المشرعون البريطانيون على أي اتفاق.