وتوقع النائب السوري أن قسما من هؤلاء يتم تذويبهم داخل الأراضي السورية ليكونوا نواة مشروع بديل للتحالف الأمريكي بعد انسحابه من المنطقة على المدى الطويل، لتجعل منه حصانها الذي تراهن عليه في التأسيس لاضطرابات تحت الطلب في منطقة التواصل الجغرافي السوري العراقي.
وقلل صالح من دقة المعلومات التي تتحدث عن نقل أعداد كبيرة من مسلحي "داعش" إلى خارج الحدود، موضحا أن هذا النوع من العمليات جرى بشكل محدود وشمل القيادات الأجنبية للتنظيم أثناء تقدم القوات السورية وحلفائها على الضفاف الجنوبية لنهر الفرات في شهر تشرين أول الماضي.
وفي هذا السياق، ألمح النائب صالح إلى سلسلة عمليات الإجلاء الفاضحة التي قامت من خلالها حوامات التحالف الأمريكي بنقل عدة دفعات من قياديي "داعش" آنذاك من محيط قلعة الرحبة إلى الجنوب الشرقي من دير الزور بنحو 40 كم، مبينا بأن المشروع الداعشي الغربي لا يزال قائما في سوريا والعراق.
وقال عضو لجنة "الأمن الوطني" في مجلس الشعب السوري: ليس الأمر مقتصرا على شمال شرقي سوريا، فالجميع يعلم أن هنالك مناطق واسعة كان يسيطر عليها تنظيم "داعش" في ريف إدلب الجنوبي الشرقي وريفي حماة وحمص الشماليين الشرقيين، بالإضافة إلى "الدواعش" الذين هربوا من ريف الرقة الجنوبي باتجاه ريف إدلب غربا، وقد انتقل جميع هؤلاء إلى ريفي إدلب الغربي والجنوبي بعد تبديل مسمياتهم لعدة مرات، وهؤلاء الذين يعدون بالآلاف، لا أحد يعرف عنهم سوى القليل، ولا يتضح ما إذا كان قد تم نقلهم أو إذا كان معظمهم خارج سوريا أم لا.
وأضاف النائب صالح: هؤلاء يتشاركون العقيدة الوهابية مع "داعش" و"النصرة" وغيرهما، فهل تم بالفعل نقل القسم الأكبر منهم إلى اليمن كما كشفت بعض المصادر قبل نحو شهرين؟… أم هل تم نقلهم إلى مناطق أخرى لم يتم الكشف عنها؟
واستطرد النائب صالح: لماذا يتم التركيز على "داعش" في سياق عملية تمويه جغرافي، فيما عمليات نقل عشرات الآلاف من التنظيمات الأخرى المتشاركة معه بالعقيدة التكفيرية إلى جبهات أخرى يقال تارة أنها شمال إفريقيا وأخرى آسيا الوسطى؟
"هذا ما يجب على الأجهزة الأمنية في حلف مكافحة الإرهاب الإجابة عنه"… بهذا السؤال ختم النائب السوري حديثه لـ"سبوتنيك".