بعد أن قررت موسكو وحسب وما أعلن عنه وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أن موسكو ستسلم دمشق منظومات "إس- 300" خلال أسبوعين وهذا يعني أن الجيش السوري سيكون قادرا على حماية أجواء سوريا من الاعتداءات الإسرائيلية، وربما الأمريكية أيضا، ومباشرة بدأت إسرائيل بالصراخ والتهديد والوعيد وأنها تعرف كيف ستتعامل مع هذا الأمر، إضافة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية أيضا رفضت عمل موسكو بتزويد الجيش السوري بمنظمومات "إس- 300"، فما الذي سيتغير بعد أن يحصل الجيش السوري عليها، وهل ستتوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، وماذا يمكن أن يحصل في حال تابعت إسرائيل استفزازاتها لروسيا وسوريا؟
يقول المحلل السياسي غسان يوسف:
إن قرار روسيا بتسليم سوريا منظومات صواريخ "إس- 300" فاجأ إسرائيل، مما سيوقف الطلعات الجوية الإسرائيلية في الأجواء السورية، حيث كانت تدعي أنها تريد تدمير القوات الإيرانية أو مستودعات ذخيرة لحزب الله، وغيرها من الحجج التي كانت تبرر بها أعمالها العدوانية، لكن اليوم لن تستطيع إسرائيل بعد الخطأ الذي حدث والمقصود وإسقاط الطائرة الروسية "ايل 20" شمال اللاذقية وفي المنطقة التي تتواجد فيها قاعدة "حميميم" الروسية.
وعن سؤال هل ستتوقف إسرائيل عن تنفيذ تهديداتها واعتدائاتها على الأراضي السورية بعد أن تحصل سوريا على صواريخ "إس-300"، وما الذي ستلجأ إليه إسرائيل؟
قال المحلل السياسي تيمور دويدار: أعتقد أن إسرائيل لن تتوقف عن ما تعودت عليه من الإغارة على دول الجوار وسوريا بالتحديد، ربما قد تلاقي عقبات معينة من تزويد سوريا بمنظومة "اس300"، لكن أنا متأكد أنهم سوف يكملون القصف، في حين الاتفاق الروسي- الإسرائيلي أصبح باطلا، وهنا نقطة البداية لصفحة جديدة للتعاون الروسي الإسرائيلي، أي أنه سيتم التواصل كما كان عليه بين العسكريين، لكن بنفس الوقت إن تم استهداف الجنود الروس، فهذه ستكون بادرة سلبية للغاية ستؤدي إلى مناوشات عسكرية، رغم أن البلدين يحاولان الابتعاد عن ذلك، لكن الإسرائيليون مصممون على الاستفزاز في أعمالهم وتصريحاتهم، وأريد أن أذكر إسرائيل أن روسيا الاتحادية دولة نووية، وعندما يتحدث الإسرائيليون عن مخزونهم النووي، أذكرهم أن الصراع النووي يقاس ليس بالكميات بل بمساحات الدول، لذلك بالنسبة لروسيا التعامل مع دولة بمساحة إسرائيل، يكفي لتدمير إسرائيل ثلاثة صواريخ من غواصة روسية واحدة من أي بحر، أتمنى أن يهدأ الإسرائيليون ويفكرون بالقانون الدولي، وإذا كانوا يحاربون كما يزعمون الإرهاب فاليشاركوا في محاربة الإرهاب بدلا من أن يدعموا الإرهابيين بالعتاد والمؤونة كما رأينا في عملية تحرير الجنوب السوري.
ويتابع دويدار، فيما لو وجهت إسرائيل ضربات إلى منصات "إس-300" في الأراضي السورية، فسوريا سترد على إسرائيل، لأن منظومات الصواريخ ستكون سورية وليست روسية وتحت إدارة سورية، وإن حصل ذلك سيحصل تصعيد عسكري وسيكون الأمر سلبيا للغاية وسيتم تهديد إسرائيل، وكما نلاحظ فالرأي العام في موسكو وعند العسكريين الروس ليس في صالح إسرائيل وليس في صالح الطموحات الإسرائيلية تماما.
نذكر بأن مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون كان قد حذر من تداعيات قرار موسكو إمداد دمشق بمنظومات "إس-300" للدفاع الجوي على خلفية إسقاط طائرة "إيل-20" الروسية في سوريا.
ووصف بولتون هذا القرار بأنه "خطأ فادح" مشيرا إلى أن تسليح الجيش السوري بهذه المنظومات يهدد بـ"تصعيد خطير" في المنطقة.
ولفت ريابكوف إلى أن هذه الاتهامات يوجهها إلى روسيا ممثلو "دولة ترتكب، على مدار السنين، الخطأ تلو الآخر في سياستها في الشرق الأوسط وتحديدا في سياستها إزاء سوريا".
فيما قال الإعلامي غسان يوسف: لا أعتقد أن اسرائيل تستطيع مهاجمة "إس-300"، أولا بسبب فعالية "إس-300"، وثانيا لأن أي هجوم إسرائيلي سيمس بالهيبة الروسية، لذلك أنا أستبعد أن تقوم إسرائيل بهذا العمل، لكن كلنا يعرف أن لدى الإسرائيليين أفعال متهورة، وفي حال فعلوا ذلك، فربما تقوم روسيا بتزويد ب"إس-400".
بكل تأكيد إن السوريين يريدون انتهاء الحرب والمصالحة، لكن لا بد من القضاء على الإرهاب أينما كان على الأراضي السورية ووقف الاعتداءات الإسرائيلية، ونتمنى ألا نحتاج إلى استخدام منظومة "إس-300" ولا غيرها، لأن نهاية الحرب وعودة سوريا قوية واحدة موحدة تصب في صالح جميع دول المنطقة التي تريد السلام، وربما "إس-300" ستبرد الرؤوس الحامية في المنطقة وفي إسرائيل والولايات المتحدة وكل من يدعم الجماعات الإرهابية في سوريا تحت شعارات مختلفة.
إعداد وتقديم: نزار بوش