ووفقا لصحيفة "العرب" ، فقد "كشف أعضاء في حركة طالبان عن اجتماع عقد قبل أيام في المملكة العربية السعودية وضم ممثلين عن الحركة ووفدا من الحكومة الأفغانية، وتمت خلاله مناقشة إجراء الانتخابات البرلمانية في أفغانستان وإطلاق سراح عدد من السجناء".
وقال متابعون للشأن الأفغاني إن هناك أكثر من عامل طارئ دخل على الصراع، وقد يدفع نحو إيجاد مخرج سياسي له، عبر إيجاد صيغة ما لتغيير طبيعة العلاقة بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان، متوقعين أن يكون لتسلم السعودية للملف أثر مهم في جهود حلحلته.
وقالت الصحيفة إن المراقبين أكدو أن "السعودية بما لها من ثقل سياسي ودبلوماسي، وأيضا ديني، ستمثّل وسيطا مثاليا ومقبولا لدى جميع أطراف النزاع في أفغانستان، خصوصا بعد فشل محاولات إطلاق مسار للسلام الأفغاني خلال السنوات الماضية انطلاقا من قطر التي شككت حكومة الرئيس السابق حامد كرزاي في نزاهتها كوسيط محايد نظرا لما للدوحة من علاقات متينة بالمتشدّدين الإسلاميين".
ويأتي هذا الاختراق الدبلوماسي ليضاف إلى الدور الفارق الذي لعبته السعودية والإمارات اللتين عملتا على إرساء السلام بين إثيوبيا وإريتريا وفتحتا أبواب تحالف استراتيجي لدول الخليج مع دول القرن الأفريقي.
وقال ثلاثة مسؤولين في الحركة، إن "ممثلين عنها اجتمعوا مع وفد من الحكومة الأفغانية في السعودية هذا الأسبوع لمناقشة الوضع الأمني في البلاد قبل الانتخابات البرلمانية المقررة الشهر المقبل وإطلاق سراح سجناء". وقال أحد قادة طالبان "طلبوا منا المساعدة في إجراء الانتخابات في سلام"، مضيفا "الوفد الأفغاني اتفق معنا على إطلاق سراح سجناء".
وشرح القيادي ذاته، أنه تم بالفعل الإفراج عن بعض السجناء الذين يواجهون اتهامات بسيطة وأن المسؤولين قسموا السجناء الآخرين إلى ثلاث فئات، بحسب أهميتهم لإطلاق سراحهم في المستقبل.
وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز استقبل في قصر السلام بجدة، مؤخرا، وفد العلماء المشاركين في المؤتمر الدولي للعلماء المسلمين. وأكد الملك سلمان، أن السعودية عاشت مع الشعب الأفغاني في معاناته، منذ أن بدأت أزمة أفغانستان، وما نتج عنها من حرب أهلية، حيث قدمت المملكة المساعدات الإنسانية والاقتصادية، وبذلت جهوداً سياسية متواصلة لنبذ الفرقة والخلاف بين فئات الشعب الأفغاني الشقيق.
كما، بحث مبعوث وزير الخارجية القطري جهود الوساطة القطرية ومساعيها الحميدة في التقريب بين وجهات نظر الأطراف المعنية في واحد من أهم الصراعات في المنطقة. وذكرت الوكالة القطرية الرسمية للأنباء (قنا) أنه جرى خلال اللقاء، في العاصمة كابول، "بحث العلاقات الثنائية، وسبل تطويرها وتعزيزها، وسبل تحقيق الاستقرار والسلام في أفغانستان".