وقال المصدر لصحيفة "الراي" الكويتية إن "الملفات الإقليمية كانت حاضرة بقوة في المحادثات التي دارت بين الأمير الشيخ صباح الأحمد وبين ولي العهد السعودي، وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان".
وأوضح المصدر أن اتفاقا تم على متابعة الحوار حول كل القضايا الخلافية "بروح من الموضوعية والهدوء تحت مظلة البيت الواحد"، كما حصل اتفاق على مساندة مملكة البحرين ودعمها لتجاوز كل التحديات الاقتصادية وغير الاقتصادية التي تواجهها "في إطار التوجهات التكاملية والاتفاقات الثنائية وحرصاً على ثبات الموقف الخليجي المؤازر والمتعاون مع المنامة".
وأكد المصدر "وجود تطابق في وجهات النظر حول ضرورة التزام إيران مبادئ الشرعية الدولية وحسن الجوار وعدم تدخلها في الشؤون الداخلية للدول الأخرى".
كما جدد الجانب الكويتي "استنكاره التام لتعرض المملكة العربية السعودية لاعتداءات الحوثيين وتضامنه معها واعتبار أمنها واستقرارها من أمن الكويت".
وكذلك بحث الطرفان آفاق التصعيد الدولي المرتقب ضد إيران وانعكاساته على المنطقة، بحسب المصدر.
وفي ما يتعلق بالأزمة الخليجية، أشار المصدر إلى أن "الجانب الكويتي عرضَ لمساعي الوساطة التي يقوم بها ونتائج اللقاء الذي تمّ بين الأمير والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأكد ضرورة أن تأتي الحلول من داخل البيت الخليجي وبموجب أجندة خليجية قائمة على المكاشفة والمصارحة والتعهدات الصادقة بالتعاون وفق آلية خليجية لفض النزاعات التي أقرت في قمة مجلس التعاون التي عقدت في الكويت أخيرا".
وأكد المصدر أن المباحثات التي جرت "اتسمت بالروح الأخوية الحميمة بين البلدين، والحرص على تحقيق مصالحهما العليا المشتركة، والدفع بمسيرة العمل الخليجي المشترك إلى ما يحقق آمال وتطلعات أبناء دول مجلس التعاون".
وكانت الخارجية الكويتية، قد ذكرت في بيان لها، "أعرب مصدر مسؤول عن أسفه لما جرى تداوله في بعض وسائل الإعلام، وخاصة التواصل الاجتماعي منها، من معلومات مغلوطة لا أساس لها من الصحة حول نتائج الزيارة"؛ دون ذكر أو توضيح حول ماهية هذه الأنباء.
ولم توضح الخارجية في بيانها تلك الأنباء، غير أنها تشير ضمنيا إلى ما جرى تدواله من أنباء نقلا عن مصدر من ضمن الوفد المدعو من الديوان الأميري لاستقبال ولي العهد في مطار الكويت، الذي قال إن "أجواء الزيارة كانت متوترة، وإن الطرفين لم يوقعا أي اتفاقية تجارية أو سياسية كما هو مقرر".
وكان من المقرر أن يصل ولي العهد إلى الكويت يوم السبت، قبل إعلان تأجيل الزيارة إلى الأحد، في حين ترددت أنباء عن اعتقاد كبير بين السياسيين الكويتيين الذين شاركوا في استقبال ولي العهد بأن تأخير الزيارة لمدة يوم كامل كان مرتبطا بمحاولات ابن سلمان إملاء شروط معينة على الكويتيين فيما يخص الأزمة مع قطر، والحقول النفطية المشتركة، وأن وصول الجبير قبل ابن سلمان بساعات قليلة كان لمعرفة الرد النهائي من الكويت، والذي كان الرفض.
وذكرت تقارير أن ابن سلمان لم يناقش مع أمير الكويت الملفات المقرر مناقشتها، وهي الأزمة الخليجية الناتجة عن حصار قطر، وتشكيل تحالف خليجي — عربي لمواجهة إيران، وقضية الحقول النفطية المشتركة بين البلدين، واكتفى الطرفان بالجلوس حول مائدة العشاء في قصر بيان وتبادل الأحاديث، خلال الزيارة التي استغرقت ساعتين.
وكان يفترض للزيارة أن تنهي الخلاف الطويل بين الكويت والسعودية حول الحقول المشتركة في مدينتي الوفرة والعبدلي، حيث قامت السعودية بإيقاف التصدير منهما بشكل مفاجئ عام 2014 وبدون إعلام الجانب الكويتي، مما تسبب بخسائر فادحة للجانب الكويتي لوح على إثره بالاتجاه إلى محكمة العدل الدولية في حال استمراره، بحسب التقارير التي وصفها بيان الخارجية الكويتية بالمغلوطة.
وتضمنت الأنباء أن الأطراف الكويتية والسعودية أصيبت بخيبة أمل بسبب النتيجة الباهتة للزيارة، رغم محاولة ابن سلمان تدارك الموقف بإرساله برقية يشيد فيها بـ"كرم الضيافة".