يقول، محمد سيد الشعراوي لـ "سبوتنيك"، وهو مصري الجنسية، إنه تخرج من كلية التجارة شعبة المحاسبة 2001، وكان أصغر مدير شركة في الغردقة، إلا أنه كف بصره في 2004 إثر إصابته بمرض السكري، ما دفعه إلى التزام المنزل لنحو 9 أشهر، بعدما أصيب بالاكتئاب الحاد.
ويعود شعراوي للحديث، في سبتمبر/ أيلول 2007 اتصل به صاحب الشركة التي كان يعمل بها في الغردقة، وطلب منه الحضور إلى مقر الشركة بمدينة الرحاب في القاهرة الجديدة، وطلب منه إحضار الكمبيوتر، واستعان بالبرنامج الناطق، الأمر الذي ساعده على إعداد التقارير الخاصة بفترات سابقة، واكتشف الكثير من الأخطاء الحسابية، وهو ما دفع المدير إلى تعيينه مديرا للحسابات رغم أنه كفيف البصر، خاصة أن المبالغ المهدرة في الحسابات كانت تبلغ 55 ألف جنيه في بضعة شهور فقط.
ولكن بسبب طول المسافة، التي تستغرق نحو 4 ساعات للوصول إلى العمل، فضلا عن بعض الخلافات التي نشبت بينه وبين المحاسبين الأصحاء، ترك محمد الشعراوي العمل في منتصف عام 2010، وانتقل بعد ذلك إلى شركة أخرى، إلا أنه سرعان ما تركها لخلافات أخرى بينه وبين صاحب العمل.
وفي عام 2012، تواصل شعراوي مع عدد من المكفوفين، وأنشأ أول جمعية للمكفوفين، إلا أن فرص حصوله على عمل من جديد بدت صعبة، بعدما تقدم لعشرات الشركات بأوراقه، ولم تنجح أي فرصة حتى عام 2015.
وتابع قائلا، إنه فكر في أن يقوم بإحدى المبادرات، وهي أن يطوف مع زوجته الكفيفة العالم بالعصا البيضاء، من أجل دعم الاقتصاد المصري، وتنشيط السياحة المصرية، ونبذ الإرهاب، ولكن الفكرة لم تحصل على الموافقات منذ طرحها في عام 2013، فتقدم برؤية أخرى عن مدينة صناعية كاملة للمكفوفين، تضم الكثير من الشركات المتخصصة التي يصلح العمل بها للمكفوفين، لكنها لم تلق أي تجاوب حتى اليوم.
وتابع أنه يسعى إلى التسجيل في موسوعة "غينيس"، من خلال المبادرة التي وثقها في الشهر العقاري، ويسعى من خلالها الطواف حول العالم بالعصا البيضاء مع زوجته الكفيفة.
ويشير محمد سيد الشعراوي أنه انتهى به الحال بالعمل بإحدى شركات القطاع الخاص، إلى جانب تدريسه كورسات كمبيوتر للأصحاء والمكفوفين، وأنه يقوم هو وزوجته الكفيفة بممارسة حياتهما بشكل كامل دون مساعدة أو تدخل من أي فرد، إذ تقوم زوجته بإعداد الطعام وتنظيف المنزل، وأنه يساعدها في شراء بعض الأشياء من الخارج، وكذلك في إعداد بعض الأشياء في المنزل خلال فترات تواجده.
ويؤكد أن نيله لقب "أول محاسب كفيف في العالم"، حصل عليه من شركة "غوغل" الأمريكية والصحف العالمية، وأنه بحث كثيرا عن أي شخص مسجل لدى الموسوعة العالمية "غينيس" على أنه محاسب كفيف، ولم يجد ما يثبت هذا.