وقالت مصادر مطلعة لوكالة "سبوتنيك": "إنه بعد يوم على تجدد قصف الجيش السوري لمعقل تنظيم "داعش" الأخير في عمق الجروف الصخرية بتلول الصفا، إثر نقض التنظيم لاتفاق تم التوصل إليه، يتضمن شروط استسلام الجيب الداعشي، وإنهاء سيطرته في عمق تلول الصفا، عاد الهدوء الحذر ليكون سيد الموقف في جبهات القتال هناك، بعد إذعان مقاتلي التنظيم لشروط الاتفاق من جديد.
وتوقعت المصادر أن تتم المباشرة بتنفيذ هذا الاتفاق خلال الأيام القليلة القادمة، وفضلت المصادر عدم الإدلاء بأي معلومات إضافية، ريثما يتم استكمال بقية بنود الاتفاق للوصول إلى سلة كاملة تنهي الوجود "الداعشي" بالقرب من منطقة غرب التنف بالبادية الشرقية لمحافظة السويداء.
وشن تنظيم "داعش" الإرهابي بتاريخ 25 يوليو/تموز الماضي، هجوما واسعا على مدينة السويداء، وعلى القرى الشرقية للمحافظة، وقتل أكثر من 230 مدنيا، وأصاب نحو 170 آخرين، كما تمكن من اختطاف عشرات الفتيات والنساء، واقتادهن إلى عمق البادية الشرقية للسويداء.
وكان الجيش السوري بدأ معركته لتحرير بادية السويداء، بتاريخ 25 يوليو/تموز الماضي، وتمكنت وحدات الجيش خلال هذه العملية العسكرية من تحرير نحو ثلاثة آلاف كيلومتر مربع، وتطهيرها من تواجد مقاتلي تنظيم "داعش"، وحصار من تبقى منهم في تلول الصفا، التي بات الجيب "الداعشي" فيها يلفظ أنفاسه الأخيرة.
وكانت وحدات الجيش العربي السوري العاملة في بادية السويداء أطبقت بتاريخ 17 أغسطس/آب حصارها، بشكل كامل، على مقاتلي تنظيم "داعش" الإرهابي (المحظور في روسيا) في تلول الصفا عند الحدود الإدارية لباديتي السويداء وريف دمشق، مانعة أي محاولة تسلل قد ينفذها مقاتلو داعش، بهدف كسر الطوق المفروض عليهم، منتقلة من مرحلة الحصار إلى مرحلة الهجوم، بعد قطعها جميع طرق الإمداد عن مقاتلي التنظيم الذي بدا يشهد انهيارا متسارعا في صفوفه.
وأسفرت عملية الجيش السوري العسكرية في المنطقة والهجوم الذي يشنه من عدة محاور عن حصار مقاتلي التنظيم الإرهابي، في عمق الجروف الصخرية، وعن سيطرتها على جميع المسطحات المائية التي كان التنظيم يعتمد عليها، وآخرها المسطح المائي الأكبر في منطقة "قبر الشيخ حسين"، الذي يبلغ طوله نحو 1000 مترا، وعرضه أكثر من 400 مترا، وبذلك لم يعد من خيار أمام المقاتلين المتطرفين، سوى الاستسلام، أو القتال حتى الموت.