وقال بومبيو، في مقال نشره عبر صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية: "من الغريب أنه إذا نظرنا للأصوات في الداخل الأمريكي، التي تهاجم ترامب وابن سلمان، بسبب حرصهما على العلاقات الأمريكية السعودية في خضم أزمة مقتل خاشقجي، ستجدهم هم أنفسهم من كانوا يدعمون باراك أوباما في سياساته مع إيران، هل هذا محض صدفة؟!".
ومضى: "السعودية تدرك مثلها مثل الولايات المتحدة مدى الخطر الذي تشكله إيران على العالم، وأن هدفها نشر ثورتها من طهران إلى دمشق، لذلك الهدف الحقيقي لهؤلاء إسكات تلك الجبهة المناهضة لإيران".
وتحدث بومبيو عن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، أنه سعى منذ توليه ولاية العهد إلى التخلص من التغلغل الإيراني، خاصة في اليمن، لمنع ظهور حزب الله لبناني جديد.
قال وزير الخارجية الأمريكي، إن أي محاولة للمساس بالعلاقات الأمريكية-السعودية، ستعتبر خطأ فادحاً بحق الأمن القومي الأمريكي وحلفائه.
وتابع: "السعودية القوة الضامنة لاستقرار الشرق الأوسط، فالمملكة تعمل على تأمين الديمقراطية الهشة في العراق، وتحاول إبقاء بغداد مرتبطة بمصالح الغرب وليس بطهران. كما أن الرياض تساعد في التعامل مع الأعداد الهائلة من اللاجئين الهاربين من الحرب السورية عن طريق العمل مع الدول المضيفة، والتعاون بشكل وثيق مع مصر".
وأردف: "خصصت السعودية ملايين الدولارات لتعزيز جهود الولايات المتحدة الأمريكية لمحاربة داعش والمنظمات الإرهابية الأخرى، كما أن النفط السعودي والاستقرار الاقتصادي للمملكة هما مفتاحا الرخاء الإقليمي وأمن الطاقة العالمي".
وكان ترامب قد رد في حوار مع صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، على سؤال عن مساعي أعضاء في مجلس الشيوخ فرض عقوبات أقوى وأكثر صرامة على السعودية ومحمد بن سلمان، بقوله: "سأستمع إلى كل ما يقولونه، إنهم جميعا أصدقاء لي، وسأتعامل معهم بشكل رائع".
وتابع: "لكن في النهاية، السعوديون ينفقون لدينا مبالغ هائلة من مليارات الدولارات، وإذا نظرت إلى ما يفعلونه مع إيران، والعديد من البلدان الأخرى، فهو أمر مهم بالنسبة لنا".
واستطرد: "نحن نتحدث عن جزء خطير وعنيف في العالم، وكانت (السعودية) حليفا عظيما بالنسبة لنا، وبدونهم، ستواجه إسرائيل الكثير من المتاعب، فنحن بحاجة إلى موازنة مع إيران".
يذكر أن النيابة العامة السعودية أعلنت أنها وجهت اتهامات إلى 11 شخصا من الموقوفين في قضية مقتل خاشقجي، وعددهم 21 شخصا، وإقامة الدعوى الجزائية بحقهم، مع المطالبة بإعدام من أمر وباشر بالجريمة منهم وعددهم 5 أشخاص، وإيقاع العقوبات الشرعية بالبقية.
وقالت النيابة العامة السعودية إن الآمر بالمهمة هو نائب رئيس الاستخبارات السابق، موضحة أن من أمر بقتل الصحفي جمال خاشقجي هو قائد الفريق الذي أرسل لإعادته للمملكة، وإن التحقيقات مستمرة لتحديد مكان الجثة.
وقال النائب العام إن خاشقجي قتل بعد شجار وتم حقنه بمادة قاتلة وإن خمسة متهمين أخرجوا جثته من القنصلية بعد تجزئتها.