نشرت مؤسسة "جيوش نيوز سينديكيت" الإسرائيلية تقريرا حصريا حول حصولها على وثائق خطيرة مسربة من داخل تنظيم "داعش" الإرهابي، تكشف تفاصيل وكواليس خطيرة عن الحرب الدائرة في سيناء.
وتشير الوثائق إلى أن جناح "ولاية سيناء" كان يحصل على مساعدات كبيرة من قبل الجناح العسكري لحركة "حماس" في قطاع غزة.
وتظهر الوثيقة، كيف أن تلك العلاقة بين "داعش" و"حماس" أثارت نوعا من الخلاف الداخلي داخل "داعش".
وتكشف الوثيقة، وفق المؤسسة الإسرائيلية، أن "حماس" كانت تزود "ولاية سيناء" بالأسلحة والمال والدعم اللوجيستي، لكافة عملياتها ضد الجيش المصري في سيناء.
وتتحدث الوثيقة عن أن هذا الدعم، يبدو أنه يواجه بجانب كبير من المعارضة من قبل قيادات "داعش" سواء في سيناء أو القيادات الرئيسية للتنظيم الإرهابي.
ولم تكشف المؤسسة الإسرائيلية عن الوسيلة، التي حصلت بها على تلك الوثائق المسربة.
أبو مرام الجزائري
ونشرت "جيوش نيوز سينديكيت" تفاصيل وثيقة مكونة من 11 صفحة، كتبها أحد قيادات "داعش" الدينية، يدعى "أبو مرام الجزائري".
ورجحت المؤسسة الإسرائيلية أن تلك الوثيقة تم صياغتها في أوج العلاقات بين "داعش" و"حماس" في الفترة ما بين عام 2015 وأواخر عام 2016.
ويتحدث أبو مرام الجزائري في تلك الوثيقة عن أنه علم من عناصر "داعش" في سيناء أنهم كانوا على اتصال بأفراد من الجناح العسكري في حركة "حماس"، وأنه تم مطالبته بمعرفة رأيه في هذا الأمر.
وقال أبو مرام الجزائري: "شخصيا رأيت الرسائل المتبادلة بين إخوتنا في سيناء وحماس"، وهو ما يكشف وفقا للمؤسسة، أن "داعش" كانت متورطة فعليا في اتصالات سرية مع "حماس".
وعدد القيادي في "داعش" أنواع المساعدات التي تقدمها "حماس" إلى "ولاية سيناء"، بقوله إنها تقدم لهم التنسيق فيما يتعلق بنقل الأسلحة من وإلى سيناء، والدعم اللوجيستي، والدعم المالي، وتوريد الذخيرة، ونقل الجرحى إلى غزة.
وأبدى أبو مرام الجزائري تحفظات قوية على هذه العلاقات، وعلى تلقى عناصر "داعش" مساعدات من "حماس" التي وصفها بأنها حركة "مرتدة" لا تختلف كثيرا عن اليهود أو النصارى أو الكفرة، وفق ما كتب في الوثيقة، ولكن تحدث أنه يمكن استلام أسلحة من "حماس" في ظل ظروف معينة، أما بالنسبة للأموال أو الدعم اللوجيستي أو المساعدة في نقل الجرحى فهي ممنوعة تماما، بحسب ما جاء في الوثيقة.
واعتبر أن تلقى المساعدة من مرتدي "حماس" أسوأ من تلقي المساعدة من الكفار، وفق ما نشرته المؤسسة الإسرائيلية.
كما أن أبو مرام الجزائري، كان منزعجا للغاية من أن زعيم "ولاية سيناء" أشرف بنفسه على الاتصال مع "حماس"، ولم يعلن أن ممثلي "كتائب القسام" (الجناح العسكري لحماس) كفار، بل وأطلق تصريحات يمكن أن توصف بأنها مدح لهم.
وفي وثيقة أخرى، أظهر قيادي آخر في "داعش" معارضة زعيم "داعش"، أبو بكر البغدادي، الاتصالات السرية التي تقوم بها "ولاية سيناء" مع "حماس".
وكان الجيش المصري، قد أطلق في فبراير/ شباط 2018، العملية الشاملة "سيناء 2018"، وهي العملية التي تعد استكمالا لعمليات القوات المسلحة السابقة في سيناء للقضاء على الإرهاب، والتي تسببت في انحسار خطورة "ولاية سيناء" بصورة كبيرة.
ووافق البرلمان المصري، في يونيو/ حزيران الماضي، على مد حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر جديدة اعتبارا من صباح السبت 14 يوليو 2018.
وتشهد عدة محافظات بما فيها العاصمة القاهرة، وشمال شبه جزيرة سيناء، هجمات إرهابية من قبل الجماعات الإرهابية، منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، في يوليو/ تموز 2013.