وأعلن نور، في بيان مكتوب باللغة الانجلزية، استعداد حركته للدفاع عن الشعب السوداني في مواجهة من أسماهم "القتلة المرتزقة" إذا اقتضى واجبها الأخلاقي التدخل لإنقاذ الأبرياء في المدن الرئيسية الكبيرة.
وشدد في تسجيل مباشر على "فيسبوك"، مساء أمس السبت، على أن حركته لم تشكل أي خلية لأنها تعرف مكان القتال وظلت طوال 15 عاما تواجه القوات الحكومية في دارفور بجسارة عالية. وتابع "طوال هذه المدة لم نمارس في أي مدينة عمل ضد المواطنين واتحدي أي شخص يقول إننا هاجمناه لأسباب عرقية أو مارسنا ضده أي نوع من العنف بما فيها اللفظي".
وأشار زعيم حركة تحرير السودان، إلى أن السودانيين راغبين في التغيير ورافضين للبشير الذي بدلا من تلبية هذه الرغبات وجه الأمر وكأنه صراع مع حركة تحرير السودان.
وقال: "الناس خرجوا هاتفين لرحيل الرئيس البشير، ما صلتنا نحن في حركة تحرير السودان"، ورأى أن القبض على الطلاب واتهامهم بالتورط في تدبير مخططات تخريبية، يعكس ذات العقلية التي واجهت حركات التمرد في دارفور بارتكاب قوات الجنجويد إبادة عرقية واستفزاز الحركة للرد عليها.
وأردف "كثير من المناظر البشعة في حرب دارفور لم تستفزنا لارتكاب تصرفات عنصرية".وأضاف: "لكننا تحدينا النظام لأننا نملك مشروع دولة، ولا نقتل أشخاص، وليس في منهجنا أي سلوك عنصري لأننا تعلمنا أن الوطن لجميع السودانيين بلا استثناء".
ونوه إلى أن الشعب السواني تصدى لأكاذيب الحكومة وبات متوحدا خلف هدفه الرامي لإسقاط النظام، مؤكدا أنهم الآن منقادين للشعب الذي سيحدد المصير بعد أن قرر الثورة والتغيير.
وقال نور "الثورة تنتصر.. وإذا اجتمعت جيوش الدنيا لن تقف أمام فكرة جاء وقتها أو مشروع حان أوانه، لن يستطع أحد هزيمة إرادة الشعب السوداني".
وكان وزير الإعلام السوداني، بشارة أرور، أعلن الخميس الماضي، أن "الحكومة السودانية تعتزم فتح تحقيق عبر الإنتربول ضد زعيم حركة "تحرير السودان"، عبد الواحد نور، بزعم تورطه في أعمال التخريب في التظاهرات الأخيرة، والتي أسفرت عن مقتل 19 شخصا.
ويشهد السودان، احتجاجات واسعة بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة انطلقت، في 19 ديسمبر/ كانون الأول، عقب قرار الحكومة زيادة سعر الخبز ثلاث مرات في بلد يعاني من ركود اقتصادي.
وشهدت مدن عطبرة، والدامر، وبربر، وكريمة، وسنار، والقضارف، والخرطوم وأم درمان، تظاهرات كبيرة، أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات المواطنين، حسب تصريحات مسؤولين محليين.
ويشهد السودان صعوبات اقتصادية متزايدة مع بلوغ نسبة التضخم نحو 70% وتراجع سعر الجنيه السوداني مقابل الدولار الأمريكي وسائر العملات الأجنبية، ويبلغ سعر الدولار رسميا 47.5 جنيه، لكنه يبلغ في السوق الموازية 60 جنيها سودانيا، كما يعاني 46% من سكان السودان من الفقر، وفقا لتقرير أصدرته الأمم المتحدة سنة 2016.
وفي اليوم السادس من الاحتجاجات، وعد الرئيس السوداني عمر البشير المواطنين، الاثنين، بإصلاحات حقيقية "لضمان حياة كريمة" لهم، وأضاف خلال خطاب جماهيري، أن "ما يحدث من ضائقة هو ابتلاء سنصبر عليه حتى ينجلي لأن الحكم والقوة والأرزاق بيد الله وهو أمر تأمرنا به عقيدتنا"، بحسب صحيفة "الانتباهة".
وقوبلت هذه التصريحات باستياء لدى كثير من رواد وسائل التواصل الاجتماعي، فقال أحدهم: "يعني من الواضح أنه لا يملك حلا للأزمة الاقتصادية".
كما قال البشير إن السودان يتعرض، ودولا عربية، لمحاولات الابتزاز الاقتصادي والسياسي من الدول الكبرى.
وأوضح في خطاب ألقاه في حفل لتخريج قادة عسكريين في الخرطوم، اليوم الخميس، أن تلك الدول تسعى "لفرض التبعية على الشعوب والذات الوطنية وتركيع الأنظمة ودفعها تجاه تحقيق مصالحها في السيطرة على موارد الشعوب"، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية.
وسخر البشير ممن يطلقون شائعات حول هروبه والقبض عليه، مؤكدا أنه باق في مكانه ولن يرحل إلا بأمر الشعب.