وليس ذلك مثل السماح لطائرة إسرائيلية بالتحليق فوق السودان نفسه، لكنها المرة الأولى التي تسمح فيها الخرطوم لطائرة إسرائيلية بعبور جنوب السودان، الذي يخضع مجاله الجوي لسلطات الطيران المدني في الخرطوم. بينما لا يزال جنوب السودان في مرحلة إنشاء نظام لإدارة الحركة الجوية.
وبحسب الإعلام الإسرائيلي، كانت رحلة العودة من تشاد أقصر بساعة، في رحلة وصفها الطيار بالتاريخية. وطلب مكتب رئيس الوزراء من الصحفيين الذين رافقوا نتنياهو إلى تشاد عدم نشر خبر مرور الطائرة فوق جنوب السودان، إلا بعد وصول الطائرة إلى مطار بن غوريون في تل أبيب، على ما يبدو لأسباب أمنية ولمنع مبادرات في اللحظة الأخيرة لتغيير رأي السلطات السودانية.
وتأتي الرحلة بعد ساعات من إشادة نتنياهو بـ"دخول" إسرائيل إلى العالم الإسلامي، خلال اجتماعه مع الرئيس التشادي إدريس ديبي.
وقال نتنياهو، إنه أخبر الرئيس التشادي ديبي، أن زيارته إلى دولة تشاد لها مدلول خاص، لكونها دولة ذات أغلبية إسلامية تسعى لإقامة علاقات مع إسرائيل.
وكتب نتنياهو في تغريدة "إسرائيل تدخل إلى العالم الإسلامي، وهذه هي نتيجة عمل مكثف قمنا به على مدار السنوات الأخيرة. نحن نصنع التاريخ ونحول إسرائيل إلى قوة عالمية صاعدة".
ومن غير الواضح إن كان قرار السودان السماح لطائرة نتنياهو التحليق فوق جنوب السودان متعلق بخطوة التشاد يوم الأحد. وفي شهر نوفمبر، قال ديبي خلال زيارة إلى إسرائيل إنه مستعد للمساعدة في تفاوض إسرائيل والسودان حول إقامة علاقات.
وقد قالت الخرطوم مؤخرا إنها لن تغير سياستها التي تمنع الطائرات الإسرائيلية من دخول مجالها الجوي. وفي وقت سابق من الشهر، أفاد تقرير تلفزيوني سوداني بأن الرئيس السوداني عمر البشير رفض طلب شركة طيران من كينيا لاستخدام مجالها الجوي في رحلات إلى تل أبيب.
وكشف البشير عن نصائح من جهات لم يسمها للتطبيع مع إسرائيل حتى تنصلح أحوال البلاد، وقال: "نصحونا بالتطبيع مع إسرائيل لتنفرج عليكم، ونقول الأرزاق بيد الله وليست بيد أحد".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتيناهو، أثار جدلا بتصريحات حول إمكانية التطبيع الجوي مع السودان قريبا. وأعلن أن شركات طيران بلاده ستتمكن من التحليق فوق أجواء السودان في طريقها إلى أمريكا الجنوبية.
لكن الناطق الرسمي باسم سلطة الطيران المدنية السودانية، عبد الحافظ عبد الرحيم، قال في تصريح نقلته صحيفة السوداني المقربة من الحكومة السودانية إن "الطائرات الإسرائيلية لن تعبر أجواء السودان دون إذن". وأضاف: "لن تتمكن أي طائرات من عبور السودان إلا بإذن من الخارجية وتنفيذ من سلطة الطيران المدني".
وفي تصريحات لصحيفة "الصيحة" السودانية، قال عبد الحافظ عبد الرحيم إن القانون الدولي ينص على أن تسمح الدول بمرور الطائرات من أجل السلامة الدولية وإن رفض السماح لا يضمن سلامة جوية.
وأضاف: "في حالة الرفض، لا يمكن لطائرة أن تعبر أجواء دولة بعينها، دون موافقتها ويجب أن يكون هنالك تعاون بين الدول يساهم في مرور الطائرات".
وكانت وزارة الخارجية السودانية أكدت أن "موقف السودان تجاه إسرائيل ثابت ولن يتزحزح مهما حدث من تحولات"، ردا على تقارير بشأن زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.