ويرى العالم السياسي الألماني وخبير في سياسة الطاقة كريستيان ويبرفورث أهدافًا بعيدة المدى في التصرفات الأمريكية:
"أعتقد أن الضغط يتزايد على ألمانيا، لكي تقدم الأخيرة تنازلات في قضايا أخرى لا تتعلق بمشروع التيار الشمالي، وهذا بالتأكيد يتعلق بموضوع بالفائض التجاري أو مثال على هذه الضغوطات، إلغاء ألمانيا تصريح التشغيل الخاص بشركة "ماهان إير" الجوية الإيرانية فى ألمانيا، وهو أمر لم ترغب ألمانيا في القيام به لسنوات عديدة، ولكن تم التنازل عنه الآن تحت ضغط الولايات المتحدة".
وقال رئيس المجلس الأوروبي للديمقراطية وحقوق الإنسان، يانوس نيدزويكي، في بولندا، لـ"سبوتنيك":
"إن الضغط الأمريكي على الشركات المشاركة في تنفيذ مشروع التيار الشمالي له طبيعة سياسية بحتة وهو جزء من استراتيجية أوسع نطاقا تنفذها الولايات المتحدة في أوروبا، وهذه الاستراتيجية الفعلية هي تطور لفكرة مستشار الرئيس الأمريكي الراحل نيكسون، العالم السياسي الأمريكي زبيغنيو بريجنسكي، الذي دعا إلى الفصل الدائم لروسيا عن أوروبا الغربية من خلال تحييد الاتصالات التجارية والروابط الاجتماعية والثقافية بين روسيا وأوروبا الغربية".
وأضاف، ومن الواضح أن مشروع التيار الشمالي سيشكل عائقا لهذه الاستراتيجية، فالمشروع سيخلق الأساس للتعاون الاقتصادي القوي والمتبادل المنفعة بين روسيا ودولة الاتحاد الأوروبي الأكثر تأثيرا، ألمانيا، وأيضاً لأن خط أنابيب الغاز هذا لا يمر عبر أي بلد في أوروبا الشرقية، وبعد بنائه، سيكون من المستحيل منع عمله بمساعدة التأثير السياسي، كما هو ممكن اليوم في أوكرانيا.
وقال المحلل السياسي ورئيس المعهد روما الدولي غراتسياني تيبيريو، لـ"سبوتنيك":
"إن الهدف الرئيسي الطويل الأمد للولايات المتحدة في المنطقة هو قطع كل الروابط في البنية التحتية لنقل الموارد بين أوروبا القارية وروسيا. وتبحث أمريكا عن أي سبب لتحطيم أوروبا، مما يجعلها أضعف، ويجبرها على طلب المساعدة من حليفتها الولايات المتحدة. والهدف الأمريكي الآخر هو بيع الغاز الصخري إلى أوروبا، على الرغم من أنهم لا يفكرون في صعوبة نقله عبر المحيط. ومن جهة أخرى روسيا مهتمة بأوروبا القوية والغير مقسمة كشريك اقتصادي، وتحتاج روسيا إلى مشتر موثوق به، فلا تملك أوروبا موارد كافية للوفاء بمهام اقتصادها، لذا فهي تحتاج إلى مواد خام روسية".
والجدير بالذكر، أن مشروع "التيار الشمالي-2" يفترض بناء خطي أنابيب لنقل الغاز بطاقة تمريرية 55 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً من روسيا إلى ألمانيا عبر بحر البلطيق. ومن المقرر بناءه بجوار خط الأنابيب "التيار الشمالي"، حيث يمر عبر المناطق الإقليمية أو الاقتصادية للدول الواقعة بمحاذاة شواطئ بحر البلطيق، روسيا وفنلندا والسويد وألمانيا، وسينتهي بناؤه في عام 2019.