وبحسب ما نشره إعلام مغربي، نصح الملك محمد السادس صديقه علي بونغو بأن "الأوضاع تستوجب إصلاحات عاجلة لأساليب تسيير الدولة، وسيكون أساسيا ضرورة الانفتاح على المعارضة، وتجديد الأجهزة الحكومية"، وهي النصيحة التي جعلت بونغو يغير عشرة وزراء من بين 37، ويدخل عشرة عناصر جديدة الحكومة الغابونية.
وحدثت فى الغابون محاولة انقلاب فاشلة نفذها عدد من الضباط، حيث اعتبره ضباط الانقلاب غير قادر على إدارة البلاد. وبعدها أعلن بونغو تشكيل حكومة جديدة، ومكتب جديد للرئاسة.
وعندما وقعت محاولة الانقلاب كان الملك محمد السادس يقضي عطلة بالغابون بمناسبة أعياد الميلاد، وكان يستريح في إقامته بمنطقة "إكواتا" الساحلية غير بعيد عن العاصمة ليبرافيل، حينما دعا الملازم أول في الحرس الجمهوري، أوندو أوبيانغ كيلي في السابع من يناير الجاري إلى الإطاحة بالرئيس الغابوني علي بونغو على أثير الإذاعة.
لكن الملك لم يبد أي قلق، وظلت فرقاطته في مكانها إلى حين موعد مغادرته للبلاد في 9 يناير/كانون الثاني.
وكانت البحرية الملكية قد تكفلت بمهمة حماية العائلة الملكية في إجازة الملك في الغابون من خلال إرسال الفرقاطة التي قدمت حراسة لليخت الملكي، كما أمنت الأجواء الجوية والبحرية، وكانت الفرقاطة مزودة بطائرات هيلكوبتر ومجموعة من القوات الخاصة للتدخل تابعة للبحرية الملكية.
قال متحدث باسم حكومة الغابون إن قوات الأمن قتلت اثنين من المشبته بهم في تدبير محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت اليوم الاثنين، واعتقلت 7 آخرين.
وأضاف المتحدث غي برتران مابانغو في تصريحات صحفية إن "قوات الأمن في الغابون قتلت اثنين من المشتبه بهم في تنفيذ محاولة الانقلاب الفاشلة، واعتقلت 7 آخرين"، حسب ما نقلت وكالة رويترز.
وأوقف قائد المجموعة الذي دعا إلى الانتفاضة عبر الإذاعة، كما أكدت الرئاسة في بيان موضحة أن "الوضع تحت السيطرة".
وتابع البيان أن قوات الأمن سيطرت "على مبنى (الإذاعة) الذي جرى فيه الهجوم، وقتلت عضوين من المجموعة المسلحة وحررت الرهائن".
وأوضحت الرئاسة أن الأعضاء الستة من المجموعة المسلحة قاموا بتحييد عناصر من الدرك تواجدوا أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون، قبل أن "يعترضوا ويحجزوا خمسة صحفيين وفنيين" ويقوموا بتلاوة بيانهم.
وكان المتحدث باسم الحكومة اشار في وقت سابق الى مجموعة من خمسة أشخاص، اعتقل أربعة منهم وفرّ واحد. ولم يعلّق أي مسؤول سياسي في البلاد على محاولة الانقلاب حتى الساعة الثالثة بالتوقيت المحلي.
وحاولت مجموعة من العسكريين فجر الاثنين أن تقوم بمحاولة انقلاب في الغابون وسط غياب الرئيس علي بونغو عن البلاد منذ أكثر من شهرين ونصف الشهر بسبب مرضه فيما تقوم الحكومة حالياً فقط بمهام تصريف الأعمال.
وكان بونغو أدخل إلى المستشفى في العاصمة السعودية الرياض إثر إصابته بـ"وعكة صحية" نهاية أكتوبر/تشرين الأول، وقد زاره ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وفي 28 أكتوبر/تشرين الأول، بعد أربعة أيام من نقله إلى المستشفى في السعودية، أكد المتحدث باسم الرئاسة إيك نغوني ان الرئيس يعاني "وعكة ناجمة عن إرهاق حاد" بسبب نشاطاته المكثفة جدا خلال الأشهر الأخيرة.
وغادر بعدها الرئيس الغابوني، الرياض، متوجها إلى العاصمة المغربية الرباط، لقضاء فترة نقاهة في مؤسسة استشفائية.
ووفقا لما جاء في بيان وزارة الخارجية المغربية، سيمضي بونغو "مقاما طبيا في المغرب من أجل إعادة التأهيل الطبي والنقاهة، وذلك في إحدى المؤسسات الاستشفائية بالرباط".
وأضاف البيان "القرار يأتي وفق رغبة فخامة الرئيس بونغو باتفاق تام مع المؤسسات الدستورية لجمهورية الغابون وتماشيا مع رأي الأطباء المعالجين".