ومع اقتراب موعد انعقاد المباحثات الروسية الإيرانية التركية حول إدلب في سوتشي المقررة في الـ14 من الشهر الجاري، عادت المجموعات الإرهابية المسلحة المتواجدة في المنطقة منزوعة السلاح في ريفي حماة وإدلب للتصعيد مجددا، وعملت في الآونة الأخيرة على تحصين وتدشيم مواقعها واستقدام المزيد من التعزيزات والحشود إلى الجبهات الجنوبية لإدلب.
وعلى جبهة ريف إدلب، أفاد مصدر عسكري سوري لوكالة "سبوتنيك" أن وحدات الرصد والاستطلاع في الجيش السوري رصدت قيام مسلحي تنظيم "حراس الدين" استقدام تعزيزات عسكرية لهم على محاور التمانعة وجرجناز جنوب شرقي إدلب حيث تم تدمير هذه التعزيزات عبر راجمات الصواريخ.
وأضاف المصدر أنه خلال الأيام الأخيرة بات واضحا سعي المجموعات الإرهابية المسلحة لإحداث خروقات على جبهات ريف حماة وإدلب من خلال محاولات التسلل المتكررة والاعتداءات بالقذائف الصاروخية على مواقع الجيش والأحياء السكنية الآمنة، ولكن قوات الجيش السوري تمكنت من إحباط جميع محاولاتهم بالإضافة لتوسيع الجيش نطاق استهدافاته والتي باتت تشمل خطوط إمداد المسلحين الخلفية في ريف إدلب.
ويتكون تنظيم "حراس الدين" من مقاتلين متشددين أعلنوا إنشاء تنظيمهم الخاص انشقاقا من "جبهة النصرة"، تحت اسم "حراس الدين" محافظين على ولائهم لزعيم "تنظيم القاعدة" في أفغانستان أيمن الظواهري.
ويقود تنظيم "حراس الدين" مجلس شورى يغلب عليه المقاتلون الأردنيون ممن قاتلوا في أفغانستان والعراق والبوسنة والقوقاز، ولهم باع طويل في صفوف "تنظيم القاعدة" بينهم (أبو جليبيب الأردني "طوباس"، أبو خديجة الأردني، أبو عبد الرحمن المكي، سيف العدل وسامي العريدي).
واستقبل "حراس الدين" نهاية العام الماضي مقاتلين من تنظيم "أنصار التوحيد" المبايع لـ"داعش"في مناطق سيطرته شمال حماة وجنوب إدلب، وأمن للمنحدرين منهم من جنسيات خليجية وعربية مستوطنات خاصة لهم ولعوائلهم، فيما تم دمج مسلحين داعشيين آخرين من أنصار التوحيد ممن يتحدرون من آسيا الوسطى، ضمن صفوف "الحزب الإسلامي التركستاني" الذي يسيطر على ريفي إدلب الجنوبي الغربي واللاذقية الشمالي الشرقي، المتاخمين للحدود التركية.
ويسيطر تنظيم "جيش العزة" على قرى وبلدات اللطامنة وكفرزيتا ولطمين والزكاة والأربعين، ويضم في صفوفه مقاتلين من الشيشان وأوزبكستان ينتشرون شمال غربي سوريا، وخاصة في ريف حماة الشمالي وسهل الغاب والمناطق المحيطة به، وقد تم تزويد التنظيم بصواريخ مضادة للدبابات من قبل الولايات المتحدة، بما في ذلك صواريخ 9كا111 فاغوت وبي جي إم-71 تاو.
وفي 30 سبتمبر/ أيلول 2015، وفي اليوم الأول من التدخل العسكري الروسي في الحرب على الإرهاب في سوريا، نفذ الطيران الحربي الروسي غارة على مواقع تنظيم "جيش العزة" ودمر له مقرات ومستودع أسلحة في كهف بقرية اللطامنة شمال حماة.