والجيل الخامس هو الجيل التالي من التقنية الخلوية، والذي يتفوق على الشبكات السابقة، من حيث سرعة وتغطية واستجابة الشبكات اللاسلكية، إذ يعمل بسرعة أكبر بمقدار من 10 إلى 100 مرة من الاتصال الحالي للهواتف الذكية، بل وأسرع من أي شيء يمكن الحصول عليه، وذلك بفضل استخدامها لطيف فائق الترددات العالية بنطاق أقصر، ولكن بقدرة أكبر لنقل بيانات ضخمة عبر الإنترنت وبجودة عالية، بحسب موقع "سي نت" الأمريكية.
مزايا
وصممت شبكة "الجيل الخامس" لربط عدد أكبر بكثير من الأجهزة، مقارنة بتلك التي توفرها شبكات الخليوي التقليدية، وبالتالي فإنها تتيح تطبيق مفهوم "إنترنت الأشياء" بسهولة، أي أن أي أداة أو جهاز في البيت أو الشارع أو العمل سيكون متصلا بالإنترنت.
وبفضل ذلك، سيكون من السهولة بمكان دعم هذه التقنية لتطبيقات عديدة، مثل المدن الذكية والعمل واللعب في الحوسبة السحابية (كلاود) والجراحة الطبية عن بعد، فضلا عن الواقع الافتراضي والسيارات ذاتية القيادة.
كما تتبنى شبكات الجيل الجديد تقنيات تقلل من الحمل على الأجهزة، وهو ما يوفر حلا للمشكلات التي تستنزف الطاقة، عندما تكون نقطة الاتصال بعيدة عن جهاز المستخدم.
ومن خلال شبكات "الجيل الخامس" الجديدة، تحصل التطبيقات التي تعمل في نفس الوقت والتي تحتاج إلى اتصال بالشبكة العنكبوتية، على نفس سرعة الإنترنت القوية للاستخدام دون أن تؤثر خدمة معينة سلبا على سرعة تحميل المحتوى أو بث الفيديو أو نشاط آخر في نفس الوقت على الجهاز.
سر صادم
من أبرز الأسئلة التي تدور في أذهان كثير من أصحاب الهواتف الذكية: هل سيضطرون لتبديل هواتفهم بأخرى جديدة متوافقة مع شبكة الجيل الخامس، والإجابة هي نعم، لأن تقنية "الجيل الخامس" تتطلب هوائيات ومستقبلات إشارة غير متوفرة في الأجهزة الحالية.
وبدأت العديد من الشركات في إطلاق هواتف جديدة تدعم مثل هذه الشبكات كشركة "سامسونغ" و"هواوي" و"شاومي".
وتستعد شركة "أبل" الأمريكية، لطرح هاتفها الجديد "آيفون" الداعم لتقنية الجيل الخامس في الأسواق خلال عام 2020.
عيوب وانتقادات
على الرغم من المزايا المدهشة التي سيوفرها "الجيل الخامس"، فإن هناك انتقادات ونقاط خلاف حولها، في مقدكتها القدرة على التحكم بالأمن المعلوماتي، فالبلد الذي سيطور شبكات الجيل الخامس أولا ستكون له الأفضلية في ذلك.
وقد تطور الشركات الموجودة في ذلك البلد أجهزة ذات أبواب خلفية أو رقاقات إلكترونية للتحكم بأمن شبكة اتصال الجيل الخامس، وهذا ما تخشاه الحكومة الأميركية.
وتشير وثيقة مسربة لمجلس الأمن القومي الأميركي، كشف عنها موقع "وايرد" إلى خشية الحكومة الأمريكية من تطوير الصين لشبكات الجيل الخامس، وهذا ما يعني تفوق الصين سياسيا واقتصاديا وعسكريا.
ولهذا أعلنت الحكومة الأميركية، في يناير/كانون الثاني، بشكل مفاجئ عن خطط لتطوير شبكة الجيل الخامس لمواجهة التجسس الصيني على الأجهزة النقالة الأميركية.
لكن المشكلة أن الشبكة التي تملكها الولايات المتحدة هي أقل تطورا من الشبكات الموجودة في الصين وكوريا الجنوبية.
متى ستصبح متوافرة
وأطلقت شركات الاتصال الكورية الجنوبية الثلاث، في ديسمبر/كانون الأول، شبكات الجيل الخامس 5G مستخدمة هاتفا ذكيا من شركة "سامسونغ" لإجراء أول مكالمة فيديو عبر أول نسخة تجارية من الشبكة الجديدة.
وفي السعودية، صرح المهندس ماجد المزيد، نائب محافظ هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات للتقنية والبنية التحتية، بأنه من المنتظر أن يتم الإطلاق التجاري لتقنية الجيل الخامس في النصف الثاني من 2019، وفقا لصحيفة "أخبار 24" السعودية.
وأشار المزيد، إلى أن المملكة اتخذت بعض الإجراءات التي تجعلها من الدول السابقة في تبني تقنية الجيل الخامس على المستوى العالم، والذي يوفر انطلاقة مبكرة للمملكة عن البداية العالمية المتوقعة للخدمة في 2020.
وأوضح المزيد أن الإجراءات المتخذة شملت العديد من الجوانب من بينها الأتي:
1- إنشاء فريق على المستوى الوطني برئاسة الهيئة ومشاركة مقدمي خدمات الاتصالات
2- تسهيل عملية استيراد استيراد الأجهزة الخاصة بتقنية الجيل الخامس
3- تنسيق هيئة الاتصالات مع العديد من الجهات الحكومية والخاصة في التعريف بالتقنية الجديدة.