وأشار حمود في تصريح لوكالة "سبوتنيك" أن الكثير من المخطوطات سُرقت من "كنيس جوبر" اليهودي شرق دمشق، وجرى تهريبها إلى تركيا قبل وأثناء انتقال المجموعات الإرهابية المسلحة من الغوطة الشرقية إلى الشمال السوري.
وكانت السلطات التركية أعلنت اليوم "توقيف مواطنين تركيين في ولاية قرشهير، في أثناء قيامهما بتهريب كتاب أثري قديم مكتوب بخط اليد، يعتقد بأنها بلغة عبرانية"، مشيرة إلى أن "الكتاب المضبوط سرق من أحد المتاحف السورية" وأن "يحمل قيمة تاريخية، وصفحاته من الجلد يظهر عليها كتابات يعتقد أنها عبرانية، ولها قيمة تاريخية. وفي الغلاف الأمامي، توجد 4 رموز مختلفة لطيور بوسطها نجمة سداسية يتوسطها حجرة حمراء. ويتألف الكتاب من 16 صفحة".
وعلق حمود بأن الكتاب المذكور، قد لا ينطوي على قيمة تاريخية كالتي يتم الإيحاء بها من قبل السلطات التركية، ملمحا إلى أن نشر خبر ضبط المخطوط هو بمثابة محاولة للتغطية على السرقة الممنهجة للآثار السورية من قبل العصابات التركية شمال سوريا.
وأكد حمود أن: "الصور المنشورة للكتاب تشير إلى قيمته المتدنية تراثيا. وهذه المخطوطات ليس بالضرورة أن تحمل قيمة أثرية عظيمة" مستدركا قوله: "هذا لا يعني عدم مطالبتنا بها في الوقت المناسب، وأيضا بكل ما تمت سرقته من الأماكن الأثرية السورية وتم نقله إلى تركيا".
وألمح حمود إلى ثغرة في الرواية التركية حول الكتاب الجلدي الأثري، تتعلق بقولها أن الكتاب تمت سرقته من أحد المتاحف السورية، وفي الحقيقة فالكتب العبرية لا يتم وضعها في المتاحف السورية وليس هناك مقتنيات من هذا القبيل داخلها، ما يؤشر لاحتمال أن تكون المخطوطة المضبوطة اليوم في تركيا، هي إحدى مقتنيات "كنيس جوبر" الواقع في شرق العاصمة دمشق، والذي قامت تنظيمات موالية لتركيا بنهب محتوياته وتهريبها إلى تركيا.
واعتبر حمود الإعلان التركي عن أن سرقة المخطوط تمت من أحد المتاحف السورية جاء بهدف إبعاد الشبهة عن المسلحين التابعين لتركيا ممن تم ترحيلهم من جوبر، كاشفا عن تمكن السلطات السورية من استعادة العشرات من المخطوطات من مقتنيات "كنيس جوبر" قبل تهريبها إلى خارج البلاد.
وبين حمود بأن:
الكثير من القطع التي تم تهريبها إلى خارج سوريا ليست مسجلة لدى السلطات الأثرية لوجودها كمقتنيات في المعابد والكنس وغيرها.
وعبّر حمود عن قلقه الشديد من عمليات النهب والتنقيب الجائر التي تتعرض لها عشرات التلال الأثرية شمال غرب سوريا، مضيفا في حديثه لـ "سبوتنيك": "ما يقلقنا اليوم، ويشكل خطورة كبيرة على التراث السوري، هو ما يجري في تلك المناطق التي تخضع لسيطرة قوات الاحتلال التركي والميلشيات التابعة لها، حيث يتواجد عشرات المواقع الأثرية السورية المستباحة التي يقوم بالتنقيب فيها فيها شبكات لصوص آثار استقدمهم التجار الأتراك من محافظة إدلب بعدما تراكمت خبراتهم في التنقيب".
وقال حمود: "تقوم عصابات الآثار حاليا بحفر التلال الأثرية بالبلدوزرات في منطقة عفريق مستبيحة حرمة التاريخ بهداف استخراج القطع الأثرية وتهريبها إلى تركيا".
وأعاد حمود التذكير بما جرى في معبد عين دارة الذي قصفته الطائرات التركية في أثناء احتلالها تتكفل بعد ذلك عصابات الآثار بعمليات التنقيب الجائر فيه باستخدام البلدوزرات تحت سمع وبصر الجيش التركي".
و"عين دارا" مدينة أثرية تقع جنوب مدينة عفرين بنحو 5 كم، وهي آبدة تاريخية أثرية أخاذة تقع على الطريق الواصل من حلب إلى اعزاز وعفرين، وتعود المدينة إلى العصر الأرامي ما بين 1200 — 740 قبل الميلاد.
وتتكون المدينة حاليا من آثار ومعبد يضم تماثيل مختلفة تمثل حيوانات مجنحة وتماثيل لأبو الهول ونقوش وآثار كثيرة وعثر في الموقع على لوحات بازلتية تمثل الإلهة عشتار.