ودعا رئيس وكالة التجسس الإسرائيلية "الموساد" سابقا، الاثنين، إلى تشكيل لجنة للتحقيق في تسريب الأنباء عن قيام إيران باختراق هاتف بيني غانتس، منافس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الرئيسي في الانتخابات المقررة في 9 أبريل/نيسان، للإعلام، بحسب صحيفة "تايم أوف إسرائيل".
وقال تمير باردو إن التسريب يشكل "ضربة موجعة للعبة الديمقراطية".
وكانت صحيفة "ذا ماركر" الإسرائيلية قد كشفت، صباح أول من أمس السبت، عن أن إيران حققت نجاحات كبيرة في اختراق هواتف عدد من المسؤولين الإسرائيليين، على رأسهم رئيس هيئة الأركان السابق، زعيم حزب "أزرق أبيض"، الجنرال بيني غانتس، ووزير آخر بالمجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية "الكابينيت".
وأخيراً بثت القناة الإسرائيلية الثانية، أمس الأحد، تقريراً ضمن برنامج "عوفداه"، يقول إن مسؤولين في جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" أبلغوا رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، إيهود باراك، أن إيران تمكنت أخيراً من الحصول على معلومات وملفات من جهازه المحمول.
وبحسب القناة الإسرائيلية، اشترت إيران تلك المعلومات من جهات مجهولة نفذت عملية اختراق هاتفه، لكنها ليست معلومات محرجة أو أمنية.
وكان غانتس، رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق، قد وصق التسريب بأنه "نميمة سياسية"، مشيرا إلى أن حزب "الليكود" الحاكم استغل الخبر كمادة لمقاطع الفيديو في إطار حملته الإنتخابية.
وكان حزب "أزرق أبيض" الذي يقوده غانتس قد طلب من النائب العام التحقيق في التسريب المزعوم وتحديد ما إذا كان تسريب الخبر لوسائل الإعلام جاء من رئيس الوزراء.
وقال باردو في "مؤتمر مئير دغان للأمن والاستراتيجية"، الذي عُقد في الكلية الأكاديمية نتانيا، إن "استخدام معلومات استخباراتية سرية لأغراض سياسية هو أمر خطير للغاية".
وتابع قائلا إن "تسريب أمور كهذه، في ذروة الحملة الإنتخابية، يدوس على جميع قواعد اللعبة الديمقراطية".
وأضاف باردو: "إذا كانت إيران بالفعل تقف وراء اختراق هاتف غانتس، فمن الواضح تماما لماذا ظل الأمر سريا".
وقال حزب "أزرق أبيض" إنه إذا كان التقرير حول هاتف غانتس دقيقا، فإن المعلومات سُربت فقط من وكالات المخابرات أو من مديرية السايبر الوطنية المدنية، التي تخضع جميعها لمكتب رئيس الوزراء.
ونفى نتنياهو وحزبه الليكود الاتهامات نفيا قاطعا، وقالوا في مقطع فيديو نُشر يوم السبت في إطار الحملة الإنتخابية إن محاولة إلقاء اللوم على رئيس الوزراء في التسريب يهدف إلى "تحويل الأنظار عن حقيقة أن النظام الإيراني يدعم بشكل علني" ترشيح غانتس.
وذكرت "القناة 12" في التقرير الذي كشفت فيه عن الاختراق إن المخابرات الإيرانية اخترقت الهاتف المحمول لغانتس وتمكنت من الوصول إلى مضمونه بالكامل. في تقرير تابع القضية ورد أن الهاتف لم يكن يحتوي على معلومات حساسة عند اختراقه.
وقال حزب "أزرق أبيض" إن الجهة التي سربت المعلومات هي على الأرجح جهاز الموساد، الذي يترأسه في الوقت الحالي مستشار الأمن القومي السابق لنتنياهو، يوسي كوهين، ومديرية السايبر الوطنية، التي أسسها نتنياهو ويشرف عليها بكونها خاضعة لمكتب رئيس الوزراء.
في الأيام التي تلت التقرير، انتقلت حملة الليكود الإنتخابية من التركيز على اتهام غانتس بأنه "يساري" إلى الإدعاء بأنه المرشح المفضل على النظام في طهران.
في مؤتمر صحفي عُقد يوم الجمعة بالقرب من حدود غزة، وصف غانتس الأنباء عن اختراق هاتفه المحمول بأنها "نميمة سياسية" وتساءل حول توقيت التقرير، الذي جاء في الوقت الذي شهد فيه حزب "أزرق أبيض" تراجعا في تفوقه على حزب الليكود في استطلاعات الرأي.
ردا على سؤال حول ما إذا كان هناك أي محتوى محرج على الهاتف، قال غانتس إنه لن يكلف نفسه عناء الرد على هذا "التطفل الأخلاقي". في وقت سابق قال حزبه إنه "لا توجد هناك فيديوهات محرجة" على الهاتف. وعندما سُئل عما إذا كان المواد التي احتواها الهاتف تتعلق بأي علاقة مع امرأة يمكن استخدامها لابتزازه، رفض غانتس الفكرة.
وقال: "أحدهم يدفع بهذا التضليل، ويحول المشكلة الحقيقية إلى مشكلة غير موجودة".