تم تأسيس أول سرب روسي من الغواصات في عام 1911 كجزء من أسطول البلطيق وكان مقره في مدينة ليبايا. وقد شمل اللواء 11 غواصة وقواعد عائمة "أوروبا" و "خاباروفسك". وفي الحرب العالمية الأولى في 1914-1918، استخدمت الغواصات على نطاق واسع للقتال في الممرات البحرية. وبحلول نهاية الحرب، تم وضع الغواصات بشكل نهائي كوحدة مستقلة للقوات البحرية، قادرة على حل كل من المهام التكتيكية وبعض المهام التشغيلية.
خلال الفترة من عام 1930 — 1939، تم بناء أكثر من 20 غواصة كبيرة و 80 غواصة متوسطة و 60 غواصة صغيرة و 20 غواصة زارعة الألغام لصالح أسطول الاتحاد السوفياتي. وبحلول بداية الحرب العالمية الثانية، كان هناك 212 غواصة في الأساطيل الأربعة.
المرحلة الحاسمة في تاريخ الاسطول البحري الحربي السوفيتي كانت عندما تم إدخال وحدات الطاقة النووية على الغواصات في خمسينات القرن الماضي. وبفضل ذلك حصلت الغواصات على استقلالية غير محدودة تقريباً في الابحار والقيام بعمليات في عرض المحيطات.
بحلول عام 1961، كان لدى الأسطول الروسي تسع غواصات نووية، منها أربع غواصات حاملة للصواريخ وخمس غواصات حاملة للطوربيدات. وهنا لا بد من الاشارة إلى إن الاتحاد السوفياتي قام ببناء 243 غواصة نووية من مختلف الفئات، وإذا أخذنا بعين الاعتبار روسيا القيصرية، فقد تم بناء أكثر من 1000 غواصة تعمل على الديزل. بالمناسبة، غادرت أول غواصة نووية في العالم حوض بناء السفن غروتون (كونيتيكت) في 21 كانون الثاني\يناير 1954.
حالياً تم إنشاء للأسطول الحربي البحري الروسي مجموعة من الطرادات النووية الغواصة المزودة بصواريخ الكروز. وتتألف هذه المجموعة من غواصات المشروع 949a ، المسلحة بـ 24 صاروخاً من نوع غرانيت. هذه المجموعة قادرة على حل مهام تدمير مجموعات الأهداف السطحية بكفاءة عالية، بما في ذلك تشكيلات حاملات الطائرات.
أسطول الغواصات الروسي الحديث ليس فقط عبارة عن حلول وتقنيات التصميم المتقدمة في مجال بناء السفن، ولكن أيضاً يشمل مجموعة من البحارة المحترفين الذين يعرفون مهنتهم ويفتخرون بها. ولذلك تقليدياً يتلقون في عيدهم — يوم بحارة الغواصات — التهنئة من القيادة، ولا سيما البحارة المتميزون في سلاح الغواصات الذين يمنحون أوسمة الدولة وجوائز تذكارية.
الجولان أرض سورية — فهل تندلع الحرب؟
المصادر العسكرية تتحدث عن احتمال وخطر تحوّل مرتفعات الجولان السورية المحتلة من قبل إسرائيل إلى ساحة حرب جديدة. في إشارة إلى إنه بات من الصعب على روسيا، ضبط مخاطر نشوب حرب في المناطق الحدودية في سوريا. فقد توعدت القيادة العسكرية السورية بمهاجمة الجيش الإسرائيلي في حال عدم إعادة هضبة الجولان التي تحتلها الدولة العبرية.
فمبادرة المشرعين الجمهوريين، تيد كروز وتوم كوتون ومايك غالاغر، تطرح مسألة السيادة على المناطق الحدودية. يطالب المشرعون، في نص مشروعهم، القيادة الأمريكية بالاعتراف بحق إسرائيل في الجولان، الذي احتله الجيش الإسرائيلي في العام 1967. الخبراء العسكريون والسياسون يتوقعون من أن مبادرة المشرعين الأمريكيين سوف تزيد الوضع تعقيداً.
الخبير العسكري يوري ليامين من المؤسسة العسكرية الروسية أشار إلى إنه لا يمكن إخراج بيان القيادة السورية الموجه للأمم المتحدة من سياق الأحداث. فهو على علاقة مباشرة بمبادرة عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، الرامية للاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية، التي احتلتها تل أبيب سنة 1967. هذه قضية مؤلمة للغاية بالنسبة لسوريا، ويجب ألا ننسى أن موقفها في هذه القضية مدعوم بقرار مجلس الأمن رقم 497 للعام 1981، الذي يبطل قرار إسرائيل فرض قوانينها وولايتها القضائية وإدارتها على مرتفعات الجولان. وعلى الرغم من حقيقة أن دمشق لا تملك حاليا القوة لخوض صراع واسع النطاق مع إسرائيل، فهي لا تستطيع إلا أن ترد على مثل هذه المبادرات، على الأقل في شكل تهديدات.
نذكر بأن القيادة الإسرائيلية كانت قد اعتبرت أن الظروف أصبحت ملائمة لبقاء هضبة الجولان السورية المحتلة تحت السيادة الإسرائيلية. في إشارة إلى إن ما جاء في التقرير الذي نشرته وزارة الخارجية الأمريكية بشأن أوضاع حقوق الإنسان في أنحاء العالم، يثبت أن هناك توجها إيجابيا حيال هذه المسألة من طرف الإدارة الأمريكية الحالية.
الحديث يدور عن أن واشنطن كانت قد أسقطت في تقريرها السنوي الذي يرصد ممارسة حقوق الإنسان حول العالم، صفة الاحتلال عن الوجود الإسرائيلي على أراضي الجولان، وقطاع غزة والضفة الغربية.
الأسلحة الفرط صوتية — أين أمريكا من الريادة الروسية
Tactical Boost Glide هذا هو اسم المشروع الذي يستخدم المعرفة الفنية والدروس المستفادة من اختبارات التطوير والتحليق للأنظمة السابقة في مكتب الأبحاث المتقدمة DARPA التابع للبنتاغون والمتخصص بالأسلحة فرط صوتية. ومن المتوقع أن يتم تركيب الوحدة المجنحة التكتيكية الجديدة على صاروخ سرعة تحليقه تزيد عن خمسة ماخ.
الشركات الأمريكية العاملة في مجال إنتاج الأسلحة ومن بينها شركة رايثيون تعمل من أجل إدخال أنظمة الأسلحة المتقدمة بسرعة وتزويد القوات المسلحة في الولايات المتحدة الأمريكية والحلفاء في شمال الاطلسي بالمعدات، التي تحتاجها لإحراز بعض التقدم بهدف مواجهة التهديد المتنامي من قبل الخصوم المحتملين.
والحديث هنا يدور عن منظومة الصواريخ الفرط صوتية كينجال، التي تفوق سرعتها سرعة الصوت بعشر مرات. بالاضافة إلى منظومة الصواريخ أفانغارد، وصاروخ الفرط صوتي تسيركون.
المارد التنين لم يتخلف عن هذا الركب وقام باختبار أول صاروخ فرط صوتي من طراز "Xingkong-2"، الذي تصل سرعته إلى 6 ماخ، أي أكثر من 7.1 ألف كم/الساعة في آب/ أغسطس من عام 2018.
وعلى خلفية ذلك، وعد مدير مكتب الأبحاث المتقدمة، التابع للبنتاغون "DARPA" بإجراء اختبارات عديدة للأسلحة الأمريكية الفرط صوتية في عام 2019، بينما وصف نائب وزير الدفاع للشؤون السياسية الأسلحة الروسية الفرط صوتية بالخطر الحقيقي لأمن الدولة الأمريكية.
ضمن إطار برنامج "Prompt Global Strike"، الذي ينص على إنشاء منظومة هجومية قادرة على إطلاق أسلحة غير نووية على أي نقطة من الأرض في أقل وقت ممكن، أجرت الولايات المتحدة في وقت سابق اختباراً على منظومات نظيرة لمنظومة أفانغارد، والحديث يدور عن اختبار الصاروخ المجنح الفرط صوتي "إكس-51أ" الذي بدأ في عام 2010.
Hypersonic Air-breathing Weapon Concept اسم البرنامج الذي يعمل الجانب الأمريكي، والذي ينص على إنشاء سلاح تفوق سرعته سرعة الصوت ومزود بمحرك نفاث هوائي. كما يعمل مكتب الأبحاث "DARPA"، بالتعاون مع الجيش الأمريكي على مشروع "Operational Fires"، الذي يتضمن تطوير وعرض نظام أرضي فرط صوتي.
الجدير بالذكر أن القيادة العسكرية الأمريكية تعتقد أن إنشاء سلاح جديد يفوق سرعة الصوت سوف يسمح لها بتقليص وقت الاستجابة للتهديدات، إضافة إلى إطلاق النار من مسافات أبعد وزيادة الكفاءة.
إعداد وتقديم: نوفل كلثوم