وذهب أوغلو في حديثه لبرنامج "البعد الآخر" عبر "راديو سبوتنيك" إلى ما يراه البعض من أن هذه الانتخابات المحلية، تعد بمثابة استفتاء على شعبية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزبه، مؤكدا على أنها نسبة مرضية، ولم تختلف كثيرا عن مثيلتها قبل عام.
وأشار المحلل السياسي أن هذه النتيجة هي أكبر رد على من يتهمون الرئيس أردوغان بالديكتاتورية.
وأكد أوغلو أن الرسالة وصلت لحزب "التنمية والعدالة" من هذه النتيجة، ويتوقع أن يكون هناك قوانين جديدة تعطي أهمية قصوى لما يطلبه الناخب التركي، والنظر في الكوادر المسؤولة، قائلا "إنه ربما يتم الدفع بالعناصر الشابة في مراكز القيادة، التي أصاب بعضها الترهل خاصة في المجال الاقتصادي".
ويرى أوغلو أن رجب طيب أردوغان لا يزال رئيس تركيا لمدة 4 سنوات مقبلة، كفيلة بأن يصحح فيها المسار الداخلي للحزب ويحافظ على مكتسباته.
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي دانيال عبد الفتاح "إن هذه النتيجة تعد فوزا ساحقا للمعارضة التركية، التي ظلت على مدار 15 عاما تمنى بالهزائم، رغم الثقل السياسي والدعائي الذي يتمتع به حزب العدالة والتنمية، ورئيسه رجب طيب أردوغان الذي قاد الحملة الانتخابية بنفسه".
وحول أسباب خسارة الحزب الحاكم لهذه الانتخابات في بلدات مثل أنقرة وإزمير وأنطاليا وأضنة وقرب حسم نتيجة اسطنبول على حد قوله والتي لم تحسم بعد، قال دانيال "إن الدعم الكردي ودعم الحزب القومي لحزب المعارضة، إضافة إلى أسباب أخرى تتعلق بنظرة الناخب التركي إلى المنهج السياسي والاقتصادي للحزب الحاكم —خاصة حالة الانشقاق في الشارع التركي، التي سببها حزب العدالة والتنمية بدعمه للجماعات الإرهابية والتنظيمات الإسلاماوية، وتخوف الناخب من انتقال ما يحدث في سوريا والعراق إلى تركيا، والتي يعتبرها الناخب التركي العلماني والذي يهتم بالثقافة والتكنولوجيا والتجارة والصناعة، أمور ضد مصالح تركيا — كلها عوامل أدت إلى فوز حزب الجمهورية المعارض بهذه النتيجة".
وردا على نسبة التصويت التي فاز فيها حزب العدالة والتنمية بـ 52% من الأصوات، قال عبد الفتاح "إن كانت العبرة بالأرقام، فعلى الرئيس التركي أن يعود إلى تصريحه بأن من يحصل على بلدية اسطنبول، فقد حصل على كل تركيا، ولولا اسطنبول لما وصل أردوغان إلى سدة الحكم، واسطنبول أصبحت معنا".
يذكر أن النتائج الأولية لانتخابات البلديات في تركيا خسر فيها حزب العدالة والتنيمة الحاكم، أمام حزب الجمهورية المعارض، في بلدات استراتيجية مثل العاصمة أنقرة وإزمير بشكل نهائي، وترقب للنتيجة في اسطنبول أكبر المدن التركية، رغم فوزه في المجمل بنسبة تقارب 52%.