وحسب وكالة الأنباء القطرية (قنا) أضاف الأمير أن "الجهل من أهم معوقات النمو ونهضة الشعوب، ويغذي التعصب والعنصرية، ويسهل نشر الأفكار المسبقة ضد الآخر المختلف".
وشدد على أن "الأنظمة التي تمنع حرية التعبير والنشاط السلمي تتحمل مسؤولية تدهور الأوضاع إلى العنف".
جاء ذلك خلال كلمته، في الجلسة الافتتاحية لاجتماعات الدورة الـ140 للجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي، التي تستضيفها العاصمة القطرية الدوحة على مدى 5 أيام، تحت عنوان "البرلمانات كمنابر لتعزيز التعليم من أجل السلام والأمن وسيادة القانون".
وتابع: "في البلدان العربية قاد شباب متعلمون التحركات الشعبية طلبا للكرامة والعدالة والحرية، التي لخصوها بمقولة: العيش الكريم".
صاحب السمو يشدد على أن "اختلاف أنظمتنا لا يعفينا من الالتزام بقضايا مثل حقوق الإنسان"، مشيرا سموه إلى أن جميع الديانات ترفض ممارسة التعذيب والاعتقال التعسفي وامتهان كرامة الإنسان، وقد أصبحت هذه القيم مثبتة في المواثيق الدولية، لا يجوز لنظام أن يتنصل منها بحجة الاختلاف. #قنا
— وكالة الأنباء القطرية (@QatarNewsAgency) April 6, 2019
وأردف: "أثبتوا أنهم متحضرون وحضاريون في مطالبهم وتحركهم، حين منحوا الفرصة للنشاط السلمي في بعض البلدان العربية".
ورأى أن "هذه التجارب تثبت أن الأنظمة التي منعت عنهم حرية التعبير وفرص النشاط السلمي تتحمل مسؤولية أساسية عن تدهور الأوضاع إلى العنف".
وتابع: "فالشعوب عموما تفضل الإصلاح التدريجي على المجازفة بهزات ثورية كبرى".
سمو أمير البلاد المفدى يقول إن "الشعوب عموما تفضل الإصلاح التدريجي على المجازفة بهزات ثورية كبرى، ولكن التغيير السلمي يعتمد على وجود نخب حاكمة تتفهم مطالب الناس، ولا تواجهها بنظريات المؤامرة والقمع بالقوة، وتقود عملية الإصلاح والتغيير". #قنا
— وكالة الأنباء القطرية (@QatarNewsAgency) April 6, 2019
ومضى قائلا إن "التغيير السلمي يعتمد على وجود نخب حاكمة تتفهم مطالب الناس، ولا تواجهها بنظريات المؤامرة والقمع بالقوة، وتقود عملية الإصلاح والتغيير.. ويسهم انتشار التعليم وارتفاع مستواه في تنمية النظرة العقلانية لهذه الأمور".
وتطرق أمير قطر إلى أهمية سيادة القانون بقوله: "لا عدالة دون سيادة القانون، ولكن للأسف كثيرون يؤمنون بسيادة القانون دون عدالة".
ورأى أن "هذا من أهم مصادر السياسات التي تُخضع القانون لخدمة نظام الحكم فحسب أو لمصالح فئة معينة في المجتمع، وتشكل مصدرا للشعور بالظلم، ومن ثم للقلاقل وعدم الاستقرار".
وأضاف أنه "على مستوى المنطقة والعالم، يزداد خطر تراجع دور القانون الدولي في العلاقات بين الدول، والتوجه إلى تغليب سيادة القوة عليه، وتحول القانون والشرعية الدولية إلى سلاح الضعفاء فقط".
سمو أمير البلاد المفدى يشير إلى ازدياد خطر تراجع دور القانون الدولي في العلاقات بين الدول والتوجه إلى تغليب سيادة القوة عليه، على مستوى المنطقة والعالم، وتحول القانون والشرعية الدولية إلى سلاح الضعفاء فقط، وهو لا يسعفهم كثيرا أمام فيتو الأقوياء في مجلس الأمن. #قنا
— وكالة الأنباء القطرية (@QatarNewsAgency) April 6, 2019
وفيما يتعلق بالقانون الدولي الذي يضبط العلاقات بين الدول، قال أمير قطر إنه يتزايد خطر تراجعه بسبب "التوجه إلى تغليب سيادة القوة على سيادة القانون وتحول القانون والشرعية الدولية إلى سلاح الضعفاء فقط".
وتابع أن سيادة القانون لا تسعف كثيرا "أمام فيتو الأقوياء في مجلس الأمن، أو منح الأقوياء الغطاء الدولي للمعتدين على الغير ومنتهكي حقوق الإنسان، ومن يضمون أراضي الغير بالقوة".
وضرب الأمير مثالا على ذلك باعتراف الولايات المتحدة عمليا بضم القدس ورسميا بضم الجولان إلى إسرائيل.
صاحب السمو يقول إنه "يصعب أن نجد دولة أو تنظيما معاصرا يرفض علنا فكرة سيادة القانون داخل الدولة. فمن دونها لا توجد عدالة من أي نوع، ونقيضا سيادة القانون هما الفوضى من جهة، والطغيان من جهة أخرى. وهما وجهان لعملة واحدة. فالطغيان يعني سيادة التعسف كما في حالة الفوضى". #قنا
— وكالة الأنباء القطرية (@QatarNewsAgency) April 6, 2019
وحول قضايا الإرهاب، أكد الشيخ تميم على ضرورة أن تتم مكافحة الإرهاب في العالم جنبا إلى جنب مع مكافحة أسباب التطرف ومعالجة خلفياته.
وقال إن التجربة تثبت أن الإرهاب "لا يقتصر على حضارة دون أخرى، ولا على اتباع دين دون آخر، وأن كل تعميم من هذا النوع هو عنصرية لا أكثر ولا أقل".
وتابع "ولا يجوز أن تعني الحرب على الإرهاب مكافحة تطرف مسلح من لون واحد فقط، بينما نرى أنه ثمة قوى وحركات متطرفة إرهابية ليست ضمن أجندات هذه الحرب التي نشارك فيها جميعا".