ففي عام 1994، قال أردوغان هذه المقولة، لتبقى صحيحة حتى يومنا هذا، إذ أن المدينة سيطر عليها حزب "العدالة والتنمية" وأحزاب إسلامية أخرى منذ نحو ربع قرن.
وطعن حزب أردوغان على هذه النتائج في جميع دوائر إسطنبول وعددها 39 دائرة وهو ما تسبب في إجراء إعادة فرز جزئي أو كلي في جميع مناطق أكبر مدن البلاد. وبدا الرئيس وحزبه متمسكون بالمدينة التي شهدت بداية صعود أردوغان السياسي.
أكبر مدينة تركية من حيث عدد السكان
تعتبر إسطنبول أكبر مدن تركيا والمدينة الأعلى كثافة سكانية في أوروبا. رسميا، المدينة بها 15 مليون نسمة، منهم 10 مليون له حق التصويت. يعيش حوالي 20% من سكان تركيا والناخبين الأتراك في المدينة التي تربط بين آسيا وأوروبا.
بنى العديد من السياسيين حياتهم السياسية في إسطنبول. وأفضل مثال معروف هو الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، الذي تم انتخابه رئيسا للبلدية في عام 1994.
أصبح أردوغان رئيسا للوزراء في عام 2002 ورئيسا عام 2014 ، وأعيد انتخابه في عدة انتخابات. ويعتقد الكثير من السياسيين، من بينهم أردوغان نفسه ، أن "الفوز في اسطنبول [سياسيا] يعني الفوز بتركيا".
ميزانية المدينة ووزنها الاقتصادي
إسطنبول لديها اقتصاد متنوع ولا تعتمد على قطاع واحد. وهي مسؤولة عن 27% من الناتج المحلي الإجمالي لتركيا، مع 20% من القوى العاملة الصناعية في البلاد يقيمون في المدينة.
وكما هو متوقع بالنسبة لمدينة بحجمها، تتمتع إسطنبول باقتصاد صناعي متنوع، حيث تنتج سلعا متنوعة مثل زيت الزيتون والتبغ والسيارات والإلكترونيات.
وتمنح هذه الميزانية العمدة والبرلمان المحلي مستوى هائل من السلطة لتشكيل أكبر مدينة في تركيا اقتصاديا وسياسيا، مع تحديد اتجاهها التنموي لعقود قادمة.
وأخيرا، تجذب المدينة ملايين السياح كل عام (12.5 مليون في عام 2018) ، أي حوالي 30% من السياح الذين يزورون تركيا سنويا.
أردوغان والمدينة الكبرى
الحياة السياسية للرئيس رجب طيب أردوغان تؤكد صحة المقولة التي وضعها أردوغان منذ ربع قرن من أن "من كسب إسطنبول، كسب تركيا كلها".
بدأ الأمر منذ 25 عاما عندما أصبح أردوغان عمدة أكبر مدينة في تركيا. ومع ذلك، فإن هذا النجاح يرجع إلى المشهد السياسي المجزأ بقدر ما يعود للصفات الشخصية لهذا السياسي الشاب الطموح، وذلم وفقا للكاتب التركي كان دونار، الذي عمل رئيسا لتحرير صحيفة "جمهورييت" التركية حتى عام 2016.
بدأ أردوغان حياته السياسية بمساعدة المهاجرين الفقراء في هذه المدينة الضخمة التي كان عدد سكانها في ذلك الوقت ما يقرب من 10 ملايين شخص.
وعلى الرغم من تعليمه الديني، كان يحلم بأن يصبح لاعب كرة قدم محترف. ولعب مع فريق محلي، وعمل لاحقا حارس في شركة كهرباء حكومية حتى تم فصله خلال الانقلاب العسكري عام 1980. وذلك قبل أن يصل إلى السلطة في انتخابات عام 2002 ، عندما تم القضاء على الأحزاب الوسطية.