القاهرة — سبوتنيك. فانتظرت شذى كل تلك السنوات دون أن تفقد الأمل، حتى جمعتهما أرض فلسطين تحت سماء الحرية في نهاية المطاف.
شذى خالد، شابة فلسطينية بلغت عامها الـ32، التقت هادي الهمشري، قبيل أسره من قبل الجيش الإسرائيلي عام 2003، بدأت قصة الحب بينهما خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية "انتفاضة الأقصى".
تحدثت شذى لوكالة "سبوتنيك" قائلة:
"في البداية كان هادي صديق إخوتي وابن خالتي، لم أكن أعرفه، القصة بدأت عندما أجبت على الهاتف ذات مرة وكان هو المتصل، أحببني من صوتي فقط، لكن الوقت لم يسمح له على الفور بأن يتقدم لخطبتي لأنه كان مطاردا من قوات الاحتلال".
أضافت شذى: "هادي كان مع كتائب شهداء الأقصى، الذراع المسلح لحركة فتح، وكان مطاردا منذ بدء انتفاضة سنة 2000 حتى اعتقاله في نيسان/ أبريل 2003، بعدها نقلوه من سجن إلى آخر ولم تكن عائلته تعرف عنه شيئا"، متابعة "طوال 6 سنوات لم أكن أعرف عنه شيئا، ولا حتى عائلته تعرف، كان أسيرا في سجون ليس بها اتصالات ومنعت عنه الزيارات العائلية".
تتابع شذى: "في أول زيارة عائلية له في السجن، طلب هادي من أسرته أن يتواصلوا معي ليطلب الزواج مني، تواصلت عائلته مع إخوتي ووالدي، والحمد لله تيسرت الخطبة".
لم يكن الارتباط بأسير في السجون الإسرائيلية سهلا على حد وصف شذى، مضيفة: "الخطبة كانت ميسرة، لكن القرار نفسه لم يكن سهلا إطلاقا، كنت وعائلتي تعرف أنه يمكن أن يمكث في السجن أكثر من 10 سنوات، لكن أهلي يقدرون هادي وما يفعله للوطن، وكان له قيمة كبيرة عندهم حتى من قبل التفكير في الارتباط بي".
وتضيف شذى:
"في الحقيقة هادي شخص يقدره الجميع، وهذا ظهر في استقبالهم له بعد الإفراج عنه قبل أيام، سكان طولكرم، وما حولها، قباطيا وجنين، والجلمة، وعنبتا، حوالي 5 مدن خرجت لاستقباله".
وتابعت شذى: "والدي عندما تقدمت عائلة هادي لخطبتي صُدم في البداية، لكنه قال لي، الأمر بين يديك وقرري، كان سندا لي في حياتي من أولها وحتى الآن، والدي ووالدتي وإخوتي دعموني ولم يحاولوا إجباري على الرفض أو القبول".
ووفقا للقانون الإسرائيلي تقتصر زيارة الأسرى على ذويهم من درجة القرابة الأولى فقط، وهنا قررت شذى أن تنقل هويتها على اسم "هادي الهمشري" لتتمكن من رؤيته، فكان زواجا مع وقف التنفيذ فقط لتتمكن من رؤيته داخل السجن للمرة الأولى منذ أكثر من 7 سنوات، وبعدها أصبحت تزوره مرة كل شهر على مدار نحو 10 سنوات.
وقررت شذى كذلك إكمال دراستها في الوقت الذي يقضي فيه هادي ما تبقى من سنوات محكوميته، وحصلت على درجة بكالوريوس المحاسبة في جامعة القدس المفتوحة، بدأت شذى رحلتها للبحث عن وظيفة، عملت في أحد مشافي طولكرم.
وتابعت شذى: "كان راتب هادي متدنيا جدا، من وزارة شؤون الأسرى وبيلغ 1500 شيكل، ما يعادل 300 دينار أردني [نحو 420 دولارا] وهو مسؤول عن أسرته أيضا، كنت أحصل على ثلث راتبه، وادخره مع راتبي، لأبني هذا البيت"، لافتة "عندما كنت أزوره كان يقول لي إنني لن أستطيع بناء البيت بمفردي قبل خروجه، لكنني عاهدته ووعدته بأن البيت سيكون جاهزا كاملا عند خروجه".
أضافت شذى: "بالفعل البيت الآن لا ينقصه شيء، جاهز والأثاث موجود بقي فقط أن نضع كل شيء في مكانه"، موضحة "المسألة ليست سهلة، علينا قروض، وشيكات للبنوك، لكن كل شيء مسيطر عليه، وحددنا موعد العرس أيضا يوم السبت 15 حزيران/ يونيو المقبل".