ولما يأتي المخاض لهؤلاء الحوامل في مخيمات النازحين الخاصة بالإيزيديين قرب محافظة دهوك، التابعة لإقليم كردستان العراق، يتم نقلهن إلى مستشفى خصص للمختطفات المحررات، ليضعن أطفالهن هناك بسرية تامة جدا.
وكشفت إحدى الطبيبات المتواجدات في مخيمات النازحين الإيزيديين، في تصريح خاص لـ"سبوتنيك" اليوم الاثنين 29 نيسان/أبريل، قائلة:
"رصدت عشرات الأطفال ولدوا ضحايا اغتصاب الإيزيديات من قبل عناصر "داعش" الإرهابي، والعديد منهن من وصلن إلى المخيم في أشهر الحمل الأخيرة".
وتضيف الطبيبة التي تحفظت الكشف عن أسمها، أن الحوامل إثر الاغتصاب، المتواجدات في المخيمات، أثناء المخاض إلى مركز خاص بهن وقد أنشأ خصيصا للمختطفات الإيزيديات الناجيات، والمحررات من قبضة "داعش"، في دهوك، بإقليم كردستان، وبعد الولادة يتم نقل الأطفال إلى ميتم خصص لهم من قبل حكومة الأقليم.
ولفتت الطبيبة، إلى أن القرار الأول، خاص بالأطفال الذين يولدون من أمهات ايزيديات مختطفات، وآباء إرهابيين من "داعش"، وكنا نسعى إلى تقديمه كطلب إلى مجلس النواب العراقي لدراسته، وإقراره كمشروع قانون والتصويت عليه، وهو أن يتم تسجيل هؤلاء الأطفال بإسماء أمهاتهم مع الاحتفاظ بهم، على غرار الديانة اليهودية.
وتابعت، كان هذا الاتفاق الأول، بعدها أصدر المجلس الروحاني الايزيدي الأعلى في العراق، قرارا بتقبل هؤلاء الأطفال من ضحايا الاغتصاب، استنادا على المفاهيم الدينية في الديانة الايزيدية، لكن القرار أحدث ضجة كبيرة قسم فيها المجتمع الايزيدي إلى قسمين قسم معارض، والأخر معه، وأنا كنت مع القرار الأول.
ونوهت الطبيبة، في ختام حديثها، إلى أن تهديدات دولية بالقتل، تم نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إثر قرار المجلس، لذلك تم تغيير التقبل، إلى عدم تقبل هؤلاء الأطفال.
وأضاف المجلس، أن ما تم تداوله في الآونة الأخيرة حول رفض الايزيدين استقبال الناجيات، وأطفالهن الايزيديين ينعكس سلبا على القضية الايزيدية لذا قررنا إصدار هذا التوضيح على قرارنا السابق الصادر بتاريخ 6 شباط 2015، حول قبول الناجيات، وأطفالهن الايزيديين.
وأعتبر المجلس، أن ما تم نشره في بعض وسائل الإعلام هو تشويه وتضليل للحقائق ويتعارض تماما مع مبادئ، وأركان الديانة الايزيدية، والأعراف الاجتماعية.
وكان المجلس أصدر قرارا الأسبوع الماضي، قضى "بقبول جميع الناجين" من قبضة تنظيم "داعش"، واعتبار ما تعرضوا له خارجا عن إرادتهم.
يذكر أنه في الثالث من أغسطس/ آب عام 2014، اجتاح تنظيم "داعش" الإرهابي، قضاء سنجار، والنواحي والقرى التابعة له ونفذ إبادة وجرائم شنيعة بحق المكون الإيزيدي، بقتله الآباء والأبناء والنساء، من كبار السن والشباب والأطفال بعمليات إعدام جماعية ما بين الذبح والرمي بالرصاص ودفنهم في مقابر جماعية ما زالت تكتشف حتى الآن، واقتاد النساء والفتيات سبايا وجاريات لعناصره الذين استخدموا شتى أنواع العنف والتعذيب في اغتصابهن دون استثناء حتى للصغيرات بأعمار الثامنة والتاسعة وحتى السابعة والسادسة.