عن هذا الموضوع يقول ضيف برنامج "أين الحقيقة" على أثير راديو "سبوتنيك" أستاذ العلوم السياسية في جامعة صلاح الدين الدكتور عبد الحكيم خسرو:
"من غير الممكن الحديث عن وساطة يقوم بها العراق بشأن نزع فتيل الأزمة بين الولايات المتحدة وإيران في هذه المرحلة، فالعراق أضعف من أن يقوم بمثل هكذا دور، والمسألة تعد أكبر من ذلك، فهي تتعلق باستراتيجية الولايات المتحدة وإيران، ولدى كل طرف سياسيات يقوم باتباعها، وهو موضوع يتم بمعزل عن العراق، مع كونه ساحة للمواجهة منذ العام 2003 ولحد الآن، فأي سياسية جديدة للولايات المتحدة تجاه إيران هي تؤثر على العراق بصورة مباشرة".
وتابع خسرو، "رأينا كيف تأثر الوضع العراقي بهذا التوتر الحاصل بين طهران وواشنطن، سواء بحصار إيران أو الضغوطات الأمريكية التي مورست على العراق حول ضرورة قيام بغداد بتطبيق هذا الحصار. كذلك يوجد مؤشر تمثل بتغيير السفير الأمريكي في بغداد، وهذا يدل على أن الولايات المتحدة آخذة بالتصعيد وتحجيم الدور الإيراني في المنطقة، وهذا لا يتم دون مواجهة وأخطاء ربما تؤدي إلى نتائج كارثية."
وعن تعاون العراق مع دول أخرى للقيام بدور الوساطة، يقول خسرو:
"حتى روسيا وأوروبا لا يمكن لهما القيام بدور الوساطة والتدخل في الأزمة بين طهران وواشنطن، كون أن واشنطن لديها أجندة تريد تطبيقها في المرحلة القادمة، ولابد من تنازل إيراني تجاه حل المشكلة، لكن بالطبع سيكون لهذا التنازل ثمن كبير على الإيرانيين ونظامهم السياسي، لذا فإن طهران أمام مسألة مصيرية، إما التنازل والحفاظ على النظام السياسي أو الاستمرار في المواجهة والتصعيد".
وأضاف خسرو، "يلاحظ أن إيران بدأت في استخدام أدواتها في الخليج واليمن وسوريا والعراق، وهي جميعها مؤشرات سلبية على بدء المواجهة، لذا لا يمكن للعراق الذي يعيش وضعا حرجا، من أن يقوم بدور الوساطة".
إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون