وجاء هذا القرار بعد أن رفض فريق الوداد البيضاوي استكمال لقاء الإياب بعد اعتراضهم على تعطل تقنية الفيديو المساعد "VAR"، حيث لم يستطع الحكم التأكد من صحة هدف ألغاه في الشوط الثاني من اللقاء.
وقد أصدر الاتحاد الأفريقي (الكاف) بيانا ذكر فيه أن الظروف الأمنية لمباراة الإياب كانت غير مناسبة، وإلغاء نتيجة المباراة، وتحديد موعد ومكان المباراة المعادة في وقت لاحق، كما سيكون النادي التونسي مطالبا بإعادة الميداليات وكأس البطولة.
(قانونية قرار (الكاف
وحول هذا القرار وصحته من الناحية القانونية، تحدث الصحفي والمحلل الرياضي التونسي نزيه كرشاوي "لسبوتنيك"، وأكد على عدم قانونية هذا القرار، ويتابع: هذا القرار غير قانوني، ووفق القوانين والضوابط المنظمة للمسابقات الأفريقية التي يعتمدها الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، والترجي التونسي لعب المباراة ولم ينسحب، وحجة الفار التي استند إليها الوداد البيضاوي في خروجه من المباراة لا يتحمل مسؤوليتها الترجي التونسي، إنما الاتحاد الأفريقي هو المسؤول عن هذه التقنية ووجودها من عدمها.
ويكمل الصحفي الرياضي: "وحتى وإن كانت تقنية الفيديو المساعد غير موجودة، فقوانين الفيفا تقول بأن هذه التقنية غير ملزمة لإقامة المباراة، وهناك الكثير من البطولات لا تزال تلعب من دون فار، وقرار الحكم هو الملزم في كل المبارايات، ومن خلال تقرير الذي اطلعت عليه، قال أن الهدف الملغى لم يكن بداعي التسلل، وإنما الحكم المساعد رأى أن هناك مخالفة مرتكبة على مدافع الترجي خليل الشمام".
فيما يقر الصحفي الرياضي المغربي يوسف الشافعي بأن القرار منصف للنادي المغربي، ويبين: قرار الاتحاد الأفريقي هو قرار سليم وحكيم، رغم أننا لا نعلم التفاصيل التي سمحت للاتحاد الأفريقي باتخاذ هذا القرار، لكن ما شاهدناه يوم المباراة كان وصمة عار، وشاهدنا أمور لا تبت إلى الروح الرياضية بصلة، والمباراة النهائية سواء بالذهاب أو بالإياب تقرر أن تلعب بنظام الفار، لكن عند مطالبة الوداد البيضاوي بمشاهدة لقطة الهدف الملغى، فوجئنا بأن حكم المباراة يقول بأن تقنية الفار لا تعمل وهذا أمر غير منطقي.
ويتابع: كان هناك صفير ضد الفريق ولقطات تبعت ذلك من نزول أمني على أرضية الملعب، واعتداء على اللاعبين الذين كانوا موجودين، حتى أن التحكيم في تلك المباراة كان غير منطقي.
ويكمل الشافعي: "بصراحة هي المرة الأولى التي نشاهد فيها مباراة بهذه التفاصيل ستعاد بهذه الطريقة، سبق لنا أن شاهدنا نهائي كوبا ليبرتادوريس قد أعيد لكنها لم تلعب أساسا، وتم تغيير القانون وقتها، والآن الاتحاد الإفريقي بمجهوداته احتسب نتيجة مباراة الذهاب وسيعيد مباراة الإياب، وهو قرار صعب وغير مسبوق لكنه يرضي جميع الأطراف، والجانب التونسي في قرارة نفسه يعرف أن من غير المعقول أن تفوز في مسابقة وتحمل لقبها وأنت لم تكمل المباراة."
VAR
يرى الصحفي الرياضي نزيه بأن الفار ليس شرطا أساسيا لإقامة اللقاء، وبأنها حجة واهية لإلغاء اللقاء، ويكمل: كان الكل يعرف بأن هذه التقنية كانت غير فعالة، وحتى وسائل الإعلام العالمية أكدت قبل 24 ساعة بأن تقنية الفيديو المساعد غير موجودة، والشركة المسؤولة عن هذا الموضوع اعتذرت، وهذه المشاكل لا دخل للترجي بها، وحتى الحكم أعلم قائدي الفريقين بعدم وجود التقنية، وحتى الترجي كان يمكنه المطالبة بحالة ضربة جزاء في الشوط الأول، لكنه لم يطالب بالفار لأنه يعلم بأن الفار غير موجود، وهذه الحجة واهية وغير كافية، وحتى لا يمكن من الناحية القانونية المطالبة بإعادة المباراة بسبب غياب الفار.
أما الشافعي فيرى بأن الوداد ظلم في هذه الناحية، ويبين: هذه الأمور تحدث عنها الجانب التونسي فقط، ولم يقر حكم المباراة ولا المسؤولون في الاتحاد الإفريقي بعدم جاهزية الفار، ولم يعلم بها نادي الوداد إلا خلال المباراة، فكيف يمكن للوداد بالمطالبة بالرجوع إلى قرار الفار وهو يعلم بأنه غير موجود، وفي الوقت نفسه طالب لاعبو الترجي بالعودة إلى الفار في لقطة ملامسة الكرة ليد اللاعب المغربي يحيى جبران.
ويضيف: أعتقد أنه خطأ جسيم في تصريح قائد فريق الترجي، الذي أكد بأن الحكم قد أخبره بأن الفار غير موجود، ولا يوجد أي شيء في تقرير الحكم أو التقرير التقني قبل المباراة يذكر ذلك، بل هي خطة فقط من الفريق التونسي لخداع الجماهير والطرف المغربي، وإرغامه على قبول هذا القرار.
المحكمة الرياضية العليا (الكاس)
يرى نزيه كرشاوي بأن الترجي يملك الحق باللجوء إلى المحكمة الرياضية، ويواصل: اتخذ القرار في اجتماع ضم إدارة نادي الترجي والاتحاد التونسي لكرة القدم بالذهاب إلى المحكمة الرياضية العليا، وسيطرح الملف وفق اللوائح القانونية، وتونس كلها بما فيها الحكومة ستدافع عن الترجي، حيث لم يتم التعرض لأي أحد في الملعب، وتونس لديها تاريخ حافل في تنظيم البطولات.
ويتابع كرشاوي: هذه الأمور لا تحسم بالتصويت كما فعل الاتحاد الإفريقي، فهذا الأمر ليس انتخاب لعضو إفريقي وليس أسناد ملف تنظيم لمسابقة إفريقية، فهذه مسألة قانونية خالصة، والمحكمة الدولية هي التي تبت في هذا الأمر، ولن تعاد المباراة إلا بعد قرار المحكمة الدولية، وهي لن تعاد في أرض محايدة، بل يجب أن تعاد في تونس على مبدأ التكافؤ.
أما الصحفي الشافعي فيرى: محكمة التحكيم الرياضي تبت في قرارات الايقافات الرياضية، كما لو قامت مؤسسة كروية مثلا بإيقاف فريق أو لاعب، لكن قرار إعادة المباراة تحت هذه الظروف يجعل الأمر غامضا نوعا ما، والاتحاد الإفريقي سيكون له طروحاته، ولا نعرف صراحة مالذي ظهر في الاجتماعات.
ويكمل الصحفي المغربي: نحن شاهدنا بأن فريق الوداد قد تعرض للظلم، والاعتداءات الواضحة التي تعرضت لها بعثة النادي والجماهير المغربية بالإضافة إلى رجال الصحافة، كله هذه الأمور تثبت بأن هناك خطأ جسيما من الطرف التونسي ويجب أن يتحمل مسؤوليته، وأن تعاد الكرة إلى الملعب ومن يفوز هو من يستحق اللقب.
الأرض المتوقعة لإقامة المباراة
وفي حال إمكانية إعادة المباراة فيعتقد المحلل الرياضي التونسي بأن المكان المتوقع هو مصر أو الجزائر، ويكمل: على الرغم من عدم ذكر الجزائر في هذا الموضوع، لكنها أفضل بالنسبة للترجي وللوداد، لأنها أرض مجاورة وخيار يحظى بثقة الجميع، وإن كانت الجماهير الجزائرية محسوبة أكثر على تونس، ومع ذلك أرجح اقتراح مصر أو حتى جنوب إفريقيا بسبب الأوضاع التي تمر فيها الجزائر، وبسبب المشاكل بين المغرب والجزائر.
فيما يرى يوسف الشافعي بأن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم في ورطة كبيرة، ويضيف: أعتقد أن مكان إقامة المباراة ستكون في قطر، حيث لعب كأس السوبر الإفريقي بين الرجاء والترجي، فقطر أصبحت قبلة رياضية، خاصة أنها تستعد وتسوق لملاعبها قبل تنظيم كأس العالم القادمة.