وقال بوصعب، في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك"، إن "لا شيء مغلق على طلب التعاون مع روسيا أو أية دولة أخرى، ونحن الآن لدينا معطيات بأن سوريا تريد ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، وروسيا موجودة في هذه المنطقة، وعند هذه الحدود بالذات".
وأضاف بوصعب "قد يكون لديها (روسيا) مصلحة اقتصادية في ذلك، خصوصاً أن نوفاتيك موجودة في البحر، وبدأت العمل بالفعل على استخراج الغاز من البلوكات في لبنان، وقد يكون لديها دور في البلوكات الموجودة في سوريا، وعليه ستكون هناك مصلحة لترسيم الحدود البحرية، ومن هنا يمكن أن يكون لروسيا دور إيجابي لتسريع هذه المهمة".
في نفس السياق، أعلن وزير الاتصالات اللبناني، محمد شقير، أن الكنسورتيوم المكون من 3 شركات عالمية، وهي "توتال" الفرنسية و"إيني" الإيطالية و"نوفاتيك" الروسية يعتزم خلال الأشهر المقبلة تدشين عملية التنقيب في حقول الطاقة اللبنانية، ومن المخطط أن يباشر الحفر خلال الربع الرابع من عام 2019 في بلوك رقم 4 في المياه الشمالية للمنطقة الاقتصادية.
وحول إمكانية إجراء مفاوضات مع الجانب الروسي للحصول على أسلحة للجيش اللبناني، قال وزير الدفاع اللبناني "ثمة شقان في موضوع التسليح، هناك شق يأتينا كهِبات، وهو موضع ترحيب لدينا بالنظر إلى أنّ وضعنا الاقتصادي ليس سهلاً، وهناك الشق الذي نشتريه. نحن لدينا سلاح من روسيا، فالجيش يستخدم دبابات روسية وراجمات روسية، وأية ذخيرة مرتبطة بها هي حكماً موضع تعاون بين لبنان وروسيا. أما في ما يتصل بالموازنة، فإنها لم تخصص الأموال اللازمة لشراء السلاح".
وأضاف بوصعب "سأذهب إلى موسكو بانفتاح تام لكي نرى من الجانب الروسي ما يمكن أن نتعاون بشأنه، لا سيما في ما يتعلّق بالمساعدات، ولا شيء يمنع من القيام بذلك، ولكن هذه الأمور تبقى رهناً بما يستجد فيها، بحيث يتم عرضها على مجلس الوزراء لاتخاذ القرار المناسب بشأنها".
ورداً على سؤال حول مدى اهتمام لبنان بإرسال ضباط للتدريب في الأكاديميات العسكرية الروسية أو إجراء تدريبات مشتركة مع الجيش الروس، قال بوصعب "هناك حديثاً عن اتفاقية تعاون مشترك بين لبنان وروسيا، وسبق أن وُقّع اتفاق من هذا القبيل قبل قرابة عشر سنوات، وحالياً هناك اتفاقية مماثلة مطروحة على مجلس الوزراء لإعطاء الإذن لوزير الدفاع بتوقيعها".
ونفى بوصعب وجود ضغوط على لبنان لمنعه من الحصول على أسلحة من روسيا، لافتاً إلى أن "ما يجعل لبنان أكثر ميلاً لاستلام الأسلحة من الولايات المتحدة هو لكونها تأتي على شكل هبات، ولا تُشترى، ولا يُدفع ثمنها. أما الآليات الأخرى، من مدافع ودبابات روسية، فإننا نشتري حتى اليوم من روسيا ما يرتبط بها من قطع غيار أو معدات للصيانة، فضلاً عن الذخيرة المستخدمة في الراجمات والدبابات الروسية، وهذا الأمر سيستمر، أما كل ما يمكن أن يأتي من هبات للجيش اللبناني، ويكون في حاجة إليها، فهي موضع ترحيب، وعلينا أن نعرض أيّة اقتراحات في هذا الشأن على الحكومة لقبول هذه الهبة أو تلك".
وتتعاون موسكو وبيروت في المجالات العسكرية، علاوة على تأكيد البلدين انفتاحهما على تعزيز التعاون الثنائي في مجالات الاقتصاد والطاقة.
وكان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري أكد أواخر العام الماضي نفيه القاطع لأنباء متداولة عن رفض لبنان هبة عسكرية روسية، قائلا "نؤكّد أن الخبر عار من الصحة، وأن الجانب الروسي بُلغ بالموافقة على تسلّم الهبة، التي ستذهب لاحتياجات قوى الأمن الداخلي في وزارة الداخلية".