للوقوف على آخر المستجدات السياسية بين قوى الثورة السودانية والمجلس العسكري الحاكم في البلاد، بعد توقف عملية التفاوض عقب فض اعتصام القيادة العامة بالخرطوم، وأهم الأسباب التي أعادت الأوضاع إلى ما يشبه المرحلة التي سبقت رحيل البشر، ومتى يعود الثوار للمفاوضات ونتائج الوساطات الاقليمية والدولية، أجرت "سبوتنيك" المقابلة التالية مع علي الريح السنهوري عضو التفاوض مع المجلس العسكري والقيادي في "قوى الحرية والتغيير". إلى نص الحوار…
ما هي أهم نقاط الخلاف بينكم وبين المجلس العسكري؟
وما الهدف أو النتيجة التي كانوا يريدونها من وراء هذا التراجع؟
التراجع عما تم الاتفاق عليه حول مجلس الوزراء والمجلس التشريعي كان الهدف منه فتح باب الحديث عن وجود قوى سياسية خارج التحالف ينبغي تمثيلها، إشارة لأنصار "نظام" البشير وحقهم في المشاركة وفي تسمية أعضاء مجلس الوزراء والمجلس التشريعي.
أنتم كفريق تفاوض ماذا كان رد فعلكم على تلك الإيحاءات؟
المجلس العسكري أعلن موافقته على الإعلان الدستوري إلا بعض النقاط التي سيتم بحثها…فما الذي حدث؟
بعد الإعلان عن التوافق بين الأطراف حاول المجلس الالتفاف على ما تم التوصل إليه، ومن أجل إجهاض الاتفاق ارتكب المجلس جريمة فض الاعتصام، تلك المجزرة التي اعترف أخيرا المجلس العسكري بالتخطيط لها، واتهم المنفذين من بعض الضباط والجنود بالانحراف والتجاوز في تنفيذها.
ما النتائج التي ترتبت على فض الاعتصام؟
إزاء تلك الجريمة التي اهتز لها الضمير الإنساني، تغيرت الكثير من الأوضاع منها، إعلان التحالف "إعلان قوى الحرية والتغيير" الإضراب السياسي والعصيان المدني، وتعليق عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي، وانسداد أفق التوصل إلى مخرج من الأزمة السياسية، وبرزت المبادرة الإثيوبية للتوسط مع مداخلات مبعوث الاتحاد الأفريقي والايفاد، والاتحاد الأوروبي والترويكا ومجلس الأمن وأخيرا الجامعة العربية.
العصيان المدني الذي دعوتم له ثم قمتم بتعليقه…هل حقق أهدافه؟
الإضراب والعصيان المدني حقق نجاحا مشهودا رغم محاولات المجلس العسكري بكل وسائل الترغيب والترهيب وأثبت وحدة جبهة الشعب.
إلى أي مدى فقدت الثقة بينكم وبين المجلس العسكري؟
حال تم الاستجابة لكم وحوكم المتورطون…هل سيبدأ التفاوض من الصفر؟
من الطبيعي أن أي صيغة جديدة للتوافق سوف تنطلق مما تم الاتفاق عليه سابقا، لكن ليس بذات السقف حول تمثيل المجلس العسكري في مجلس السيادة.
موقفكم من قوات الدعم السريع وقائدها "حميدتي" بعد 3 يونيو؟
تلك التطورات أثارت القلق لدى شعبنا حول مكونات المجلس العسكري بشكل عام وخاصة قوات الدعم السريع، لدورها المقدر في تنفيذ جرائم مجزرة فض الاعتصام والقتل العشوائي في شوارع العاصمة والولايات والانتهاكات الأخرى القمعية والأخلاقية التي هدفت إلى ترويع وإرهاب وإذلال الشعب إلى جانب دور قائدها في تحشيد بقايا النظام الساقط والانتهازيين في محاولة بائسة لخلق جبهة موازية لجبهة الثورة.
تتحدثون عن اقتلاع "نظام" الإنقاذ…فهل أوجدتم البديل؟
ما الذي تتميز به ثورة ديسمبر…وموقف العالم منها؟
نعتز بمساندة أحرار العالم انتفاضتنا ذات الطابع الثوري والتي تتميز عن الانتفاضات الشعبية العربية بتوفر قيادة مركزية تهدئ وتوجه الاندفاعات العفوية للجماهير، كما تتميز بوحدة الرأي العام الشعبي ووعي الجماهير وتحفزها للنضال السلمي واستعدادها العالي لتقديم التضحيات، والحيلولة دون احتوائها وتغيير مسارها وعسكرتها، لتجنب ما آل إليه حال بعض الانتفاضات في الوطن العربي.
أجرى الحوار: أحمد عبد الوهاب