وتم نشر نتائج هذه التجارب في مجلة Nature Communications.
يقول كامل خليلي من جامعة تمبل، فيلادلفيا (الولايات المتحدة الأمريكية) "تُظهر تجاربنا أن القمع المتسق لتكاثر فيروس نقص المناعة البشرية والعلاج الجيني يمكن أن يزيل الفيروس بالكامل في جميع أعضاء وخلايا الحيوانات المصابة. وقد فتح هذا النجاح الطريق لإجراء تجارب على القردة وربما على المتطوعين في غضون عام".
تم إنشاء محرر الجينوم CRISPR / Cas9، الذي أطلق عليه الإنجاز العلمي الرئيسي لعام 2015، من قبل العالم الأمريكي فين تشانغ وعدد من علماء البيولوجيا الجزيئية منذ حوالي ست سنوات، ومنذ ذلك الحين مر بالعديد من التحديثات التي تسمح للعلماء باستخدامها لتحرير الجينوم بدقة ما يقرب من مئة في المئة.
يمكن القول إن مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية هي نوع من "العودة إلى الجذور" لـ CRISPR / Cas9 — - منذ مئات السنين طور هذا النظام داخل البكتيريا للحماية من الفيروسات القهقرية. في عام 2012 فقط ، قام تشانغ وزملاؤه بتكييفها لتحرير جينوم الكائنات المتعددة الخلايا.
اليوم، يحاول العديد من العلماء استخدام هذا المحرر الجيني من أجل "قص" الشفرة الوراثية لفيروس العوز المناعي البشري من الحمض النووي للخلايا المصابة وبالتالي تطهيرها من العدوى، أو لتحويلها بطريقة تجعلها غير معرضة للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية.
أجرى خليل وزملاؤه أول تجربة عملية من هذا النوع، والتي انتهت بنجاح تام، حيث أجروا تجارب على فئران فيها "جهاز مناعة بشري" مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية.
ووفقا لهم، لم يجدوا أثرا للفيروس لدى 5 من إجمالي 13 فأرا بعد بدء العلاج بفترة وصلت إلى 5 أسابيع، كما أعلنوا أن الطريقة العلاجية الجديدة طالت أيضا الفيروسات التي تظل غير نشطة في المجموع الوراثي لخلايا الجسم، وهو ما لا تنجح فيه الوسائل الطبية المستخدمة حتى الآن.
وقام الباحثون بحقن فئران التجارب بمادة تسمى "ليزرارت" تخفض نشاط فيروسات نقص المناعة على مدى عدة أيام، واستخدموا المقص الجيني في قص المجموع الوراثي للفيروس من الحمض النووي للخلايا المصابة، وبتكرار العلاج انخفض مستوى الفيروس لدى حوالي ثلث حيوانات التجارب إلى مستوى لم يعد من الممكن معه إثبات وجود الفيروس، في حين ظل الفيروس موجودا في الفئران التي عولجت بإحدى الطريقتين فقط وليس بهما معا.
وأكدت جامعة تِمبل للمجلة، بأن نتائج هذا العلاج مبشرة، ولكنها بحاجة لمزيد من البحث العلمي.