اعتبر نائب الجمعية، محمد عاطف الزربوح، في تصريح لجريدة "هسبريس"، أن أسباب ارتفاع حالات الانتحار في إقليم شفشاون المغربي تعود لطبيعة الإقليم الجغرافية القاسية وافتقاره إلى بنية تحتية قوية.
وأضاف الزربوح أن ظاهرة الإدمان التي يعاني منها أغلب شباب المنطقة أدت بدروها إلى ارتفاع حالات الانتحار: "الإقليم يعرف بزراعة القنب الهندي التي تعد مصدر عيش فئة كبيرة من المواطنين أمام انعدام الزراعات المعيشية، والمزارعون اليوم يبيعون منتجاتهم بالمقايضة مقابل الهيروين أو الكوكايين ما ساهم في ارتفاع مستوى الإدمان على المخدرات".
وقال موقع "هسبريس"، في وقت سابق، إن تقرير المخدرات العالمي لعام 2019 ، والصادر عن مكتب الأمم المتحدة، أشار إلى أن نسبة تعاطي الكوكايين (بينها "كراك" الذي يؤدي إلى الانتحار في غالب الأحيان) وسط تلاميذ المغرب البالغ أعمارهم ما بين 15و17 سنة، بلغ 1.2 في المئة، بينما تبلغ في صفوف التلميذات نسبة 0.4 في المئة.
ووفق التقرير، فإن المغرب يمثل نسبة 86 في المئة من محجوزات الكوكايين في أفريقيا سنة 2017، وأن 90 منها تم إدخالها إلى البلاد عبر البحر.
وحول الأسباب التي تؤدي إلى الانتحار، قال الدكتور بكلية الطب في الرباط ، خالد فتحي "إن الانتشار المهول للأمراض النفسية وخصوصا الاكتئاب لدى النساء نتيجة ظروف الحياة القاسية وهبوط معدلات الزواج وانعدام الفرص في تكوين أسرة توفر الدعم والدفء الإنساني وراء انتشار ظاهرة الانتحار".
وأضاف "إن المغرب يعاني نقصا كبيرا في أعداد الأطباء النفسانيين والذين يستقرون في الغالب في المدن الكبيرة ، بالإضافة إلى ثقافة المجتمع القروي التي لازالت مدمنة على العلاج بالرقية الشرعية مما يؤخر تقديم العون الطبي للحالات الحرجة".
كما أشار الدكتور فتحي إلى أن غياب عيادات خاصة لعلاج الإدمان على المخدرات في المناطق النائية ساهم بدوره في تفاقم هذه الظاهرة:" لا توجد في المدن النائية عيادات لعلاج الإدمان الذي يظل علاجا صعب المنال حتى بالنسبة للميسورين كما أن المدمن قد يتعرض للانتكاسة من جديد".
وأكد فتحي أن غياب دراسات علمية للظاهرة في كل أبعادها الصحية والنفسية والاجتماعية والدينية والاقتصادية ، يتسبب في تأخير التشخيص الناجع للأسباب بكل مدينة على حدة فيتأخر علاج الظاهرة وتتوالى الحالات.
وحول الإجراءات التي يتوجب اتخاذها من أجل الحد من الظاهرة، أكد الدكتور فتحي على ضرورة توفير الدعم النفسي وتحقيق عدالة في توفير الإمكانيات خصوصا في مجالات الصحة والتعليم والتأطير الديني السليم.
وحسب منظمة الصحة العالمية، ينتحر كل سنة 800 ألف شخص وتسجل كل أربعين ثانية عملية انتحار، خاصة في صفوف الشباب. ويصنف المغرب كثاني بلد عربي تسجل فيه أكثر معدلات للانتحار، إذ تقدرها أرقام المنظمة العالمية بـ 5.3 حالات لكل مائة ألف نسمة.