جانب آخر من المغامرة، قررت السيدة السعودية شيرين أبو الحسن، أن تخوضها مع سعوديات بالصعود لأعلى القمم الجبلية في العالم، إلا أنه سرعان ما حولت الأمر إلى فريق مسجل بالسعودية عام 2017، حيث أسست فريق "رواسي" لرياضة "الهايكنج" أو "تسلق الجبال".
ويضم فريق "رواسي" نحو 170 امرأة، تمكن معظمهن من الصعود إلى أعلى القمم الجبلية في العالم.
البداية
تقول شيرين أبو الحسن مؤسس ومدير "رواسي للهايكنج" إنها سجلت الفريق في نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، وأن الهدف من تأسيسه يعود لحبها للرياضة منذ صغرها، حيث كانت تمارس الكثير من الألعاب الرياضية، كونها نشأت في عائلة رياضية.
وأضافت أبو الحسن في تصريحات خاصة إلى "سبوتنيك"، الاثنين 29 يوليو/ تموز أن "ممارسة الرياضة تراجعت بعد زواجي واقتصر الأمر على ممارسة المشي، إلا أنني عدت إلى ممارسة الرياضة في عام 2012 بعد افتتاح العديد من الأندية في الرياض".
وتشير إلى أنه في عام 2016، استطاعت مع صديقاتها الصعود لقمة جبل "كليمنغارو"، في تنزانيا، وهي رابع أعلى قمة في العالم، وأعلى قمة في قارة أفريقيا.
وخلقت الرحلة حالة خاصة بداخل، شيرين، لحب "تسلق الجبال" وعزمت على تقديم التجربة للنساء في السعودية، خاصة بعد أن منحتها رؤية 2030 أبرز حقوقها على أرض الواقع.
المرأه السعودية تفوقت كابنه، أم، أخت وزوجه
— Nora Alashaikh نوره آل الشيخ (@NoraAlashaikh) July 28, 2019
درست رغم الصعاب
عملت رغم الظروف
قادت رغم التقاليد
كبرت سقف طموحاتنا عندما تمدد الإيمان بنا لم نكتفي بممارسة هوايتنا في صعود الجبال بعد أبها والعلا والقدية وصبحا بل تمددت لقمم العالم #تحدي_جبل_فوجي
كونوا فخورين بنسائكم 🙏🏻@Rawasi_team1 pic.twitter.com/wVWIRUjwgl
سجلت أبو الحسن الفريق في عام 2017 بمشاركة صديقاتها، إلا أنه خلال شهر واحد، تخطى الفريق 100عضو، ووصل الآن إلى أكثر من 200 عضو، منهم 170إمراة.
وأوضحت أن "انضمام الرجال للفريق يشترط وجود عضو من النساء تكون على صلة قرابة به، وأن 80% من عضوات الفريق يمارسن الرياضة بشكل قوي، حتى يستطعن صعود الجبال بالشكل اللائق".
ومضت قائلة "الفريق يضم طبيبات ومهندسات وطالبات جامعة، وما يميز الهايكنج أنه يمكن مشاركة العائلة بشكل كامل".
الصعوبات
فيما يتعلق بالصعوبات التي واجهت الفريق توضح أبو الحسن، أنها لم تواجه أي صعوبات، رغم تخوفها في البداية، إلا أنها لم تلتفت للآراء السلبية.
وشددت على أن "القوة الذهنية تتغلب على القوة البدنية خاصة في المراحل الأخيرة التي ينخفض في الأكسجين".
وأردفت "استخدمت توارد القوة الذهنية فيما بعد من الفتيات اللواتي صعدن لأول مرة إلى أعلى قمة، وأنا كنت أول من صعد للقمة بفضل تركيزها الذهني".
وتشير إلى أن التمارين الخاصة بالرياضة تتطلب تقوية العضلات واللياقة بشكل عام، دون اشتراط تدريبات محددة من أجل الصعود للقمم الجبلية.
#تحدي_جبل_فوجي في أم بي سي في أسبوع @MBCinaWeek @Rawasi_team1 @shereen93 pic.twitter.com/rzabqNlK8c
— Nora Alashaikh نوره آل الشيخ (@NoraAlashaikh) July 26, 2019
قمم الإنجازات
أوضحت أبو الحسن، قائمة القمم التي تمكن فريق "رواسي" من الصعود إليها، والتي جاءت على النحو التالي:
- قمة كليمنغارو، في تنزانيا
- قمتي سانت كاترين وجبل موسي، في مصر
- القطب الشمالي والجنوبي
- قمة البرس، في روسيا.
وعن الصعود إلى قمة "البرس"، قالت شيرين: "في اليوم الذي صعدنا فيه إلى القمة ضربتنا عاصفة ثلجية، ومعظم الفرق بدأ في الرجوع، إلا أن المسافة المتبقية للقمة كانت 200متر، ما دفعني لاتخاذ القرار بالاستمرار للصعود، باعتباري قائدة الفريق".
وأردف "هو ما مكن فريقي من تحقيق الهدف، كما صعدنا إلى جبل السودة في السعودية في اليوم الوطني، حيث شاركت معهم امرأة في عمر 65 عاما".
تقبل المجتمع
تقول شيرين إن الأفكار الجديدة عادة ما تهاجم، إلا أنه الهجوم خف تدريجيا خاصة أنها كانت تحرص على احترام عادات المجتمع السعودي خاصة في القمم الموجودة في السعودية، وأن أهلها كانوا أكثر المشجعين لها، وأنه لولا الدعم الأسري ما استطاعت أن تحقق هدفها بتكوين الفريق.
استطردت أبو الحسن "قبل عدة سنوات لم يكن يعرف عن المرأة السعودية أي شيء، إلا أن الفتيات السعوديات أثبتن قدرتهن على المشاركة في المجتمع بشكل قوي، وأن الفرصة الآن متاحة أمام السيدات ليبدعن ويثبتن قدرتهن في المجتمع".
بحمد الله وصلت لقمة جبل فوجي يوم ١٨/٧ مع ٥ من أعضاء فريق رواسي. كانت تجربة رائعة مع فريق اكثر من رائع #تحدي_جبل_فوجي pic.twitter.com/oo47q6cb8R
— Maha Aldelaigan (@mahadelaig) July 24, 2019
نساء رواسي
من جانبها، قالت غادة بدوي، عضو فريق "رواسي للهايكنج"، إن الدافع الأول الذي قادها للمشاركة في الفرق، كانت المتعة والصحة النفسية والبدنية.
وأضافت في حديثها إلى "سبوتنيك"، أن "الأهل تقبلوا الفكرة، إلا أن المجتمع السعودية لم يتقبل الأمر قبل عامين مثل درجة التقبل اليوم".
وترى بدوي أن أهم الصعوبات التي واجهتها كانت في اللياقة البدنية، إلا أنها تغلبت عليها بممارسة الرياضة ورفع اللياقة، وأنها تحدت نفسها لتحقيق هدفها.
وتابعت أن "الانفتاح الحاصل بشأن المرأة كان يفترض أن يجرى من فترات مضت، وأن أثاره الإيجابية تنعكس على كل الأصعدة، وأن ما يحدث حاليا سيؤثر بشكل إيجابي كبير على الأجيال الصاعدة".