كما قال التلفزيون الرسمي الإيراني إن الناقلة يجري رفع علم جديد عليها وإعدادها للإبحار إلى البحر المتوسط. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي، إن طهران تدعم سوريا في كافة المجالات بما في ذلك النفط والطاقة وتابع، أن طهران أعلنت منذ البداية أن وجهة الناقلة "غريس-1" لم تكن سوريا وإن كانت كذلك فلا علاقة لأحد بالأمر، وأضاف أن بريطانيا وسلطات جبل طارق تدعيان قصة تقديم ضمانات إيرانية للتغطية على الإفراج المشرف للناقلة
من جانبها هددت الولايات المتحدة بحظر منح تأشيرات دخول لطاقم ناقلة النفط الإيرانية "غريس 1" وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية مورغان أوتاغروس إن الناقلة تساعد الحرس الثوري الإيراني، الذي تصنفه واشنطن ضمن المنظمات "الإرهابية
يذكر أن الحرس الثوري الإيراني احتجز في 19 يوليو/ تموز الماضي ناقلة نفط تملكها السويد، وترفع العلم البريطاني، في منطقة الخليج.
حول هذا الموضوع من طهران قال الكاتب والمحلل السياسي صالح القزويني " إن القضية هي تحكم إيران بمضيق هرمز ما اتخذ زريعة لتشديد العقوبات عليها وأشار الى أن محاولة الإفراج عن الناقلة الايرانية أوجد ضغوطات لتقدم إيران المزيد من التنازلات لذلك أوضح المتحدث باسم الخارجية أن إيران لم تقدم أي تنازلات أو ضمانات لأنها لا تخضع للابتزاز مطلقا مؤكدا أن بريطانيا أعلنت ذلك لحفظ ماء وجهها فقط أمام الرأي العام."
وأوضح القزويني في تصريحات لبرنامج في العمق عبر راديو سبوتنيك أن الموضوع ليس صراع قوى إنما استخدام أوراق سياسية إيرانية ضد ما يحدث تجاهها لأن إيران اعلنت أن ما حدث لناقلتها هو قرصنة وأنها سترد بخطوة مماثلة لو لم يتم الإفراج عن سفينتها فاحتجزت الناقلة البريطانية، منوها أن إيران أبدت مرونة في حل القضايا الشائكة وهي لا تريد التصعيد ، لكنها تستخدم قوتها عند الحاجة لذلك.
وأكد المحلل السياسي الإيراني أن إيران تبيع نفطها دون تدخل من أحد وربما تزود سوريا بالنفط لأن ذلك لا ينتهك العقوبات الأوروبية فهي لن تتخلى عن سوريا مطلقا مشيرا الى أن إيران لم تعلن موقفها من السفينة البريطانية للآن قائلا إن المشكلة لم تنته ما دامت الولايات المتحدة مستمرة في فرض عقوبات على إيران. متوقعا أن يكون هناك موعد آخر مع الأزمات طالما أن ترامب متمسك بالانسحاب من الاتفاق النووي.
ومن لندن أوضح المحلل السياسي د فارس الخطاط أن:" ما حدث يمثل نجاحا للدبلوماسية الإيرانية وفي نفس الوقت اظهار للقوة باحتجاز ناقلة بريطانية فالدبلوماسية الإيرانية اقنعت بريطانيا أن ما يحدث سيحرجها أمام الراي العام البريطاني وأوعزت لحكومة جبل طارق بإنهاء المشكلة والإفراج عن الناقلة."
وأشار الخطاط إلى أن إيران ستطلق سراح الناقلة البريطانية بعد انتظار ما سيحدث لناقلتها المفرج عنها ربما اليوم أو غدا.. وأكد د فارس أن بريطانيا لا تنسي القضايا التي تحرجها أمام الراي العام ولديها نفس طويل في هذا الجانب فهي مشاركة بشكل فعال في التوجهات الأمريكية وربما يظهر ذلك في الفترة القادمة من خلال ما سيتم اتخاذه من خطوات تصعيدية تجاه إيران.
وأوضح الخطاط أن إطلاق سراح الناقلة البريطانية هو أكثر أهميه الآن للرأي العام البريطاني وهذا ما سيكون اختبارا أمام رئيس الوزراء الجديد بوريس جونسون وحكومته بعيدا عن أي عمل عسكري يجعله في ورطة مع إيران.