حول الوضع الراهن والقضايا والعقبات، التي يواجهها السودان في المرحلة الانتقالية وكيفية التغلب عليها، وهل تعدت الثورة مرحلة الخطر، أجرت "سبوتنيك" المقابلة التالية مع اللواء فضل الله ناصر فورما، نائب رئيس حزب "الأمة".
ويعد حزب "الأمة"، أكبر الأحزاب السودانية وأقدمها، ويترأسه الصادق المهدي، رئيس الوزراء السابق، الذي انقلب عليه الرئيس السابق عمر البشير في الستينيات من القرن الماضي.
وإلى نص الحوار:
سبوتنيك: بأية صورة سوف يشارك حزب الأمة في المرحلة الانتقالية؟
سبوتنيك: ما هي أسباب الامتناع عن المشاركة في تلك المرحلة؟
المشاركات الحزبية تقود إلى الكثير من المشاكسات والعقبات، ونحن نريد أن تمر تلك المرحلة بوفاق تام بين كل القوى والأحزاب السياسية، وأبلغ الصادق المهدي رئيس الوزراء، بأننا سنكون سندا له في تلك المرحلة الصعبة، التي بها الكثير من المشاكل، ونطالب رئيس الحكومة بأن تكون تلك العقبات والمشاكل في مقدمة قراراته، وأبلغنا رئيس الحكومة بأن هدفنا في تلك المرحلة هو إعانته على تخطي تلك العقبات والصعاب التي يمر بها السودان الآن، لأن تلك الفترة هي للعمل الجماعي والوفاق وليس المحاصصة لأن الوطن في المقدمة قبل كل شيء.
سبوتنيك: لماذا قررتم المشاركة في المجلس التشريعي خلال المرحلة الانتقالية ورفضتم المشاركة في الحكومة؟
عدم مشاركتنا في الحكومة له العديد من الأسباب، أهمها أن مشاركتنا في الحكومة سوف تبتعد بها عن الكفاءات، التي تتطلبها المشاركة وتذهب بها إلى المحاصصة والحزبية، إذا نحن سنشارك في عمليات اختيار الوزراء بصفتنا أحد مكونات قوى الحرية والتغيير، وشاركنا في تقديم أسماء المرشحين للوزارات من الشخصيات المشهود لها بالخبرة والنزاهة والحياد.
وكما تعلم أن قوى الحرية والتغيير تتكون من خمس مجموعات، كل مجموعة منها تتقدم ببعض الأسماء، ثم يجتمع المجلس القيادي للحرية والتغيير ويختار من بين المرشحين ثلاثة أسماء لكل وزارة.
سبوتنيك: بعد تقديم الأسماء المرشحة لكل وزارة... كيف تسير الأمور؟
يعقد المجلس القيادي للحرية والتغيير بعد انتهاء تقديم المرشحين من المجموعات الخمس ويقوم باختيار ثلاثة أسماء لكل وزارة، وترفع تلك الأسماء إلى رئيس الوزراء ولا تفرض عليه أسماء بعينها، وإذا رأي رئيس الوزراء أن الأسماء الثلاثة المرشحة لوزارة ما لا تصلح، يمكنه أخطار المجلس القيادي للحرية والتغيير بذلك، الذي يقوم بدوره بإمداده بأسماء أخرى تعينه على عملية الاختيار.
سبوتنيك: حزب الأمة له تاريخ سياسي كبير وشكل الحكومة في الستينيات ولديه كفاءات... هل قدم كفاءات حزبية لشغل الوزارات؟
لدينا الكثير من الكفاءات، لكننا لن نشارك في الحكومة بالصفة الحزبية، لكننا سنشارك في المجلس التشريعي وهو الذي ستخرج منه القوانين والتشريعات التي تراقب آداء الدولة وأيضا في حكم الولايات وفي المفوضيات، ونؤكد أننا لن نشارك في الوزارات كما أننا لم نشارك في المجلس السيادي.
سبوتنيك: بما أنكم لن تشاركوا في الحكومة... هل سيلعب الحزب دور الوسيط لإحلال السلام في السودان خلال الأشهر الستة الأولى للحكومة؟
سبوتنيك: هل هناك خلافات بين الحركات المسلحة في تلك المرحلة؟
الخلافات بين الحركات المسلحة بعد سقوط البشير، ليست عميقة كما كان في السابق ويمكن الحوار والتفاهم حولها، واختيار الدكتور عبد الله حمدوك، لرئاسة الحكومة استند في جزء كبير منه على العلاقة الوثيقة التي تربطه بالحركات المسلحة، أو بمعنى آخر لدية مقدرة على طمأنة الحركات المسلحة حتى تجنح للسلم وتتجاوز الخلافات، التي ظهرت في الآونة الأخيرة.
ونحن متفائلون بأن يرجع القادة في الجبهة الثورية ويتخلوا عن موقفهم الأخير ضد المرحلة الانتقالية والوثيقة الدستور، وخلال الأشهر الست المقررة أن نعمل سويا على تحقيق السلام.
سبوتنيك: ماذا يعني مصطلح "قوى الهامش" السودانية؟
قوى الهامش لا تعني الحركات المسلحة فقط، بل تعني كل القوى خارج المنطقة النيلية، فهى موجودة في دارفور وكردفان وشرق وشمال السودان، وكل هذه مناطق لم يكن لها نصيب في قسمة السياسة والسلطة خلال العقود السابقة، وقوى الهامش هي التي أفرزت الحركات المسلحة لتحمل همومها، ونحن في حزب الأمة نمثل قوى الهامش لأن معظم قواعدنا في تلك المناطق وليس في مدن السودان.
سبوتنيك: كيف ستواجة الحكومة الانتقالية دعوات النزول للشارع من جانب بعض القوى؟
سبوتنيك: هناك بعض القوى غير موافقة على ما تم الاتفاق عليه... ماذا أنتم فاعلون؟
نعم هناك بعض الخلافات، على سبيل المثال عبد العزيز الحلو وعبد الواحد نور، وهما الوحيدين خارج الاتفاق لكننا نعمل سويا لأجل تجاوز تلك الخلافات وتلبية رغباتهم، وبهذا التعاون يمكن إيجاد حلول لسودان المستقبل.
سبوتنيك: ما هو موقف حزب الأمة من القوات السودانية المشاركة في حرب اليمن بجوار السعودية والإمارات؟
في هذا التوقيت نحن لسنا مهتمين بوجود القوات في اليمن بقدر اهتمامنا بتحقيق السلام في اليمن، نظرا لما تعانية منطقتنا من الحروب والدمار، ويجب أن تبذل الجهود الآن لتحقيق السلام وإيقاف الحرب.
سبوتنيك: هل بدأت الثورة في تحقيق أهدافها؟
بعد أن أدى الدكتور عبد الله حمدوك، القسم كرئيس وزراء للسودان خلال المرحلة الانتقالية، هنا تكون الثورة قد وضعت أقدامها على أولى خطوات تحقيق مطالبها، وقد قلنا في خطاب توقيع الوثيقة الدستورية مع المجلس العسكري "نحن شركاء" لتنفيذ مهام المرحلة الانتقالية والجميع حريص على ذلك.
سبوتنيك: انقلب عليكم العسكر في الستينيات. هل يمكن تكرار السيناريو في الوقت الحالي؟
الآن العالم كله يعيش ظرف جديد، وأفريقيا رفضت الانقلابات العسكرية وحتى في بداية الثورة كان موقف الاتحاد الأفريقي والقادة الأفارقة واضحا "تسليم السلطة للمدنيين" والعالم الآن وصل إلى مرحلة بأن الجميع يقف ضد الانقلابات، وبالتالي لا أتوقع حدوث أي انقلابات في المستقبل، وستكون الانقلابات السابقة هي الأخيرة في تاريخ السودان، لأن الأوضاع تغيرت عالميا وإقليميا.
أجرى الحوار/ أحمد عبد الوهاب