الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أفصح عن "استعدادات جارية لعقد اجتماع بين روحاني وترامب، في الأسابيع المقبلة"، مشددًا في الوقت نفسه على "أهمية عدم السماح لإيران بالحصول على أسلحة نووية".
مفاوضات قريبة
قال ماكرون، أمس الاثنين، إن "الاستعدادات جارية لاجتماع بين الرئيس الإيراني حسن روحاني والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الأسابيع المقبلة لإيجاد حل للأزمة النووية".
وقال ماكرون في مؤتمر صحفي في ختام اجتماع قادة مجموعة السبع في بياريتس بفرنسا: "هناك أمران مهمان للغاية بالنسبة لنا، يجب ألا تحصل إيران مطلقا على أسلحة نووية وينبغي ألا يهدد هذا الوضع الاستقرار الإقليمي".
وأضاف أن المناقشات جارية لعقد قمة، وتابع قائلا: "ما آمله في الأسابيع المقبلة بناء على هذه المحادثات، أن نتمكن من رؤية قمة بين الرئيس روحاني والرئيس ترامب".
انتصار فرنسي
مصطفى الطوسة، الإعلامي والمحلل السياسي المقيم في فرنسا، قال إنه "لا يوجد أي تأكيد عن قرب عقد القمة التي أشار إليها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس الإيراني حسن روحاني".
وأضاف في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن "قمة السبع وضعت إطارًا وأجندة زمنية ومقاربة لحل الأزمة الإيرامية بعيًدا عن أي تصعيد عسكري، أو أي انفجار شامل للمنطقة، ويبدو أن الدول الكبار المجتمعين في بياريتس استطاعوا أن يعزلوا الرئيس دونالد ترامب، وأن يقنعوه بأنه لا خيار أمام المجموعة الدولية لحل الأزمة الإيرانية إلا التفاوض مع الإيرانيين".
وتابع: "الإيرانيون ربما قد قبلوا بطريقة أو بأخرى بالشروط الأمريكية، ولعل هذه هي الرسالة التي كان يحملها جواد ظريف من حسن روحاني إلى باريس عندما التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون".
وبشأن التعنت الإيراني المعلن، أوضح الطوسة أن "التعنت الإيراني يحمل لغة مزدوجة، الأولى نبرة وخطاب للاستهلاك الداخلي الإيراني، تتحدث به السلطات الإيرانية لرأيها العام، ووكلاءها في المنطقة، والثاني خطاب دبلوماسي يمر عبر الأروقة الدولية، من خلال الوساطات الدولية التي يقوم بها المجتمع الدولي، وعلى رأسهم إيمانويل ماكرون، مفاده أن إيران مستعدة إذا أظهرت الولايات المتحدة الأمريكية نية لرفع لعقوبات وتطبيع العلاقات معها، للتفاوض على جميع الملفات، بما في ذلك النشاط الباليستي، والدور الإقليمي والأنشطة الإيرانية في المنطقة".
سر نجاح الوساطة
ويرى الطوسى أن "الوصول إلى هذا المستوى، والذي يتحدث فيه ماكرون عن لقاء مع حسن روحاني، هذا يعني ان كل العقبات قد تمت تسوياتها، أو على الأقل اتفاق على مبدأها، فلا أحد يمكن أن يتصور أن يأتي روحاني للقاء ترامب دون أن يكون هناك شيء للتفاوض عليه، وهذا الشيء الجديد في المفاوضات يعني أن الوساطة الفرنسية أدت إلى بلورة اتفاق جديد يكون فيه النووي والباليستي والأنشطة الإيرانية في المنطقة داخل إطار التفاوض".
وبسؤاله عن سر نجاح الوساطة الفرنسية في الملف الإيراني، أجاب: "السر يكمن في عدة أسباب، أولها أن الولايات المتحدة بقيادة ترامب أعلنت صراحة أنها لا تريد عملا عسكريًا ضد طهران، ولا تريد حربا شاملة تهز المنطقة، بل تريد اتفاقًا، وهذا الموقف الأمريكي استغله ماكرون لمحاولة الضغط على الإيرانيين، بقوله إنه ما دامت الأمور قابلة للتفاوض وخفض العقوبات عليكم تقديم تنازلات".
أما السبب الثاني في نجاح الوساطة – والكلام مازال على لسان الطوسة- يتبلور في تعويل ترامب بشكل كبير على حليفه بوريس جونسون لإعلان خروجه من الاتفاق النووي، ويصطف لصالحه ويصعد اللهجة البريطانية تجاه إيران، لكن هذا لم يقنع جونسون والذي أكد خلال القمة تضامنه مع الأوروبيين والمبادرة الفرنسية، والتركيز على الإبقاء داخل الاتفاق النووي".
واستطرد: "هذه الوضعية أوجدت ترامب في ورطة كبيرة، هو الوحيد الذي يريد التصعيد في المنطقة، ترامب وجد نفسه أيضا معزولا أمام هذا الكم الهائل من الضغط الدبلوماسي، كي يقبل بفرضية لقاء روحاني وبلورة اتفاق جديد معه".
رغبة إيرانية
وأضاف لـ"سبوتنيك": فى مهرجان منجزات الحكومة الإيرانية في تطوير وتنمية البنى التحتية للقرى الإيرانية، الذي عقد فى مركز المؤتمرات الدولية بالجمهورية الإسلامية الإيرانية فى قاعة اجتماع القمة بالعاصمة طهران، قال روحاني: لن أتوانى أبدا عن إجراء لقاء مع أي شخص إذا كان ذلك يؤمّن المصالح الوطنية الإيرانية".
وتابع: "كما قال روحاني، إذا أرادوا التقاط الصور مع حسن روحاني فعليهم أولا رفع كل العقوبات الظالمة عن إيران، هذه هي الخطوة الأولى، نحن رجال الحوار لكن على واشنطن رفع العقوبات أولا وسنواصل تقليص التزاماتنا النووية إذا لم يتم رفعها، لن يتغير سلوكنا تجاه واشنطن حتى تتوب وتوقف إرهابها الاقتصادي".
ويرى أبو النور، أن "هذه التصريحات تعني أن هناك رغبة إيرانية في الحوار المباشر بين ترامب وروحاني، لكن بإجراءات من شأنها تحسين مخرجات التفاوض، وليس التفاوض من أجل التفاوض".
ومضى قائلا: "المشكلة تكمن في سقف إيران العالي جدا المتمثل في، رفع كل العقوبات الأمريكية، تعويض إيران عن العقوبات في العام الماضي، عودة أمريكا إلى الاتفاق، عدم التحدث عن البرنامج الصاروخي والدور الإيراني في الإقليم".
وبسؤاله عن ماذا تريد إيران من الحوار طالما أن هذه المحاور هي جوهر وصلب المطالب الأمريكية، أجاب: "مؤشرات الحوار تبدو في الأفق لكنها ما تزال تواجه بتحديات كبرى لو نجحت فرنسا في تذليلها ستكون قد أنجزت إنجازا دبلوماسيا تاريخيا".
موقف إيرانية
وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية "إيرنا"، أوضح ظريف: "قلت إن اللقاء بين الرئيس الإيراني حسن روحاني ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، لن يكون ممكنًا حتى تنضم الولايات المتحدة إلى الخمسة زائد واحد وتلتزم بالاتفاق النووي، ولن يكون لدينا هناك لقاء ثنائي".
وبين ظريف أن "كلام المسؤولين الأمريكيين والفرنسيين حول هذا الموضوع متروك لهم، لكنني قلت خلال رحلتي إلى باريس إنه لن يكون هناك لقاء مع المسؤولين الأمريكيين".
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن الاثنين، خلال مؤتمر صحفي مع ماكرون، عن استعداده لقاء نظيره الإيراني حسن روحاني عندما تتوفر ظروف مناسبة.
وفي وقت سابق من اليوم، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني، ترامب، إلى رفع العقوبات عن طهران، في حال أراد الاجتماع معه.
ويأتي هذا الإعلان بعد إعلان الرئيس الفرنسي عن جهود يبذلها لعقد اجتماع بين الرئيسين الإيراني والأمريكي.