وأضافت المصادر لوكالة "سبوتنيك"، أن المسلحين التابعين لفصيل "جيش العزة" الذي خسر مناطق سيطرته بريف حماة الشمالي بعد سيطرة الجيش السوري على قرى وبلدات اللطامنة وكفرزيتا ولطمين والصياد ومورك، وصلوا إلى جبهات ريف إدلب الغربي والجنوبي الغربي بعد اجتماع متزعم تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي (المحظور في روسيا) أبو محمد الجولاني منذ أيام قليلة مع قيادات الفصيل، ممن هربوا من ريف حماة الشمالي باتجاه مدينة معرة النعمان ومدينة إدلب، حيث تم الاتفاق خلال الاجتماع على نقل مسلحي "جيش العزة" الى جبهتي سهل الغاب وريف اللاذقية الشمالي الشرقي المحاذيتين للحدود التركية.
وأشارات إلى أن ثمة أسباب أخرى لرفض دمج هؤلاء الوافدين بينها الخوف من عمليات الاغتيال التي باتت تهدد المسلحين الأجانب في الآونة الأخيرة بمناطق مختلفة من محافظة إدلب، كما يتخوف التركستانيون الصينيون من عمليات تجسس قد يتعرضون لها، مع احتمال وجود "عملاء لجهات أخرى" ضمن مسلحي فصيل "جيش العزة".
وأشارت المصادر إلى أن عملية نقل المسلحين الى جبهتي سهل الغاب وريف اللاذقية تأتي بعد معلومات وردت للمجموعات المسلحة عن نية الجيش السوري فتح هذه الجبهة خلال الأيام القليلة القادمة وخاصة بعد انتهاء مهلة وقف إطلاق النار.
ويعد فصيل "جيش العزة" من التنظيمات الإرهابية التي شكلتها ورعتها الاستخبارات الأمريكية في سوريا وأمدتها بأنواع متطورة من الصواريخ ومنها "صواريخ 9كا111 فاغوت، وبي جي إم-71 تاو" ويضم الفصيل إلى جانب مقاتليه المحليين، مقاتلين من الصين والشيشان وأوزبكستان، كما أن التنظيم المذكور هو القناة الوسيطة المعتمدة من قبل المخابرات الأمريكية لتوريد الأسلحة المتطورة للتنظيمات المصنفة إرهابية.
وفي 30 سبتمبر 2015، اليوم الأول لدخول القوات الجوفضائية الروسية في الحرب على الإرهاب في سوريا، قصفت الطائرات الحربية الروسية مقراً لفصيل جيش العزة ومستودع أسلحة في نفق بقرية اللطامنة شمال حماة.
ويشكّل التركستان الصينيون أبرز مقاتلي ما يسمى "الثورة السورية"، وقد لعبوا إلى جانب المقاتيلين الشيشان والأوزبك، دورا كبيرا في السيطرة على المنشآت العسكرية في شمال وشمال غرب سوريا، حيث اتخذوا من ريفي إدلب الغربي واللاذقية الشمالي مقرا لمستوطناتهم مع عائلاتهم التي هاجرت معهم بزعم (الجهاد في سوريا)، وقد اختاروا تلك المنطقة بسبب وجود العديد من القرى والبلدات التي تدين بعض عائلاتها بالولاء للدولة العثمانية على خلفية جذورهم التركمانية، كما التركستان.
وعرف الحزب الإسلامي التركستاني في بلاد الشام بقربه العقائدي من تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي المحظور في روسيا، ويقدر عدد عناصره في سوريا بآلاف المقاتلين الذين تنحدر أصولهم من الأقلية القومية التركية في "شينغ يانغ" الصينية، وتُعتبر تركيا الداعم السياسي الأبرز لهم، إن لم يكن الوحيد.