وحسب "رويترز"، أنه بالتزامن مع ذلك، هرع الرئيس التنفيذي لـ"أرامكو" أمين الناصر إلى مقر الشركة أيضا، ليجتمع مع كبار المسؤولين فيها داخل ما يسمى "غرفة إدارة الطوارئ". ونقلت الوكالة عن أشخاص مطلعين على الموضوع إن حالة من الصدمة سادت ذلك الاجتماع نظرا لحجم الأضرار جراء ما يعد أكبر هجوم على البنى التحتية النفطية في المملكة.
في غضون ذلك، كان فريق فني لـ"أرامكو" يعمل في إطفاء الحريق الذي اندلع في المعمل المستهدف بخريص، وكان هناك في ذلك الحين أكثر من 200 شخص عند قصف المعمل، وتم إجلاء أكثر من 100 متعاقد من الموقع بصورة عاجلة.
وحتى منتصف يوم السبت، توجه الناصر وغيره من كبار المسؤولين في "أرامكو" إلى المعملين المستهدفين، أولا في خريص ثم في بقيق، وانضم إليهم في بقيق وزير الطاقة ورئيس مجلس إدارة "أرامكو" الجديد ياسر الرميان.
وضمن إطار المساعي العاجلة لإعادة الإنتاج إلى مستواه الطبيعي، نشرت "أرامكو" أكثر من خمسة آلاف متعاقد، علاوة على موظفين من مشاريع أخرى تابعة لها، في المنشآت النفطية ليواصلوا العمل فيها 24 ساعة يوميا.
وخلصت الاستنتاجات الأولية إلى أن الأضرار جدية، وأن إعادة الإنتاج إلى مستواه الطبيعي ستستغرق أسابيع أو حتى أشهرا، وكان مهندسون سعوديون عاملون على إعداد التقرير عن حجم الأضرار يبذلون قصارى الجهد بغية إبلاغ قيادة البلاد، بمن فيهم الملك سلمان بن عبد العزيز، في أقرب وقت ممكن باستنتاجاتهم النهائية، غير أن هذا العمل تطلب 48 ساعة إضافية.
وكانت سلطات المملكة في ذلك الحين تحت ضغوط قوية وحاولت تطمين شركاءها الدوليين بأن إمدادات الذهب الأسود لم تتأثر بالهجوم.
وحتى الثلاثاء، تمكنت المملكة من استعادة الإمدادات النفطية إلى زبائنها في الخارج بالكامل، على حساب احتياطياتها الهائلة، كما أعلنت "أرامكو" أن الإنتاج سيعود إلى مستواه الطبيعي بنهاية الشهر الجاري. ووصف الأمير عبد العزيز بن سلمان، الشركة، في تصريح صحفي، بالعنقاء التي تنهض من الرماد، ما خفف من المخاوف الدولية بشأن مدى تأثير الهجوم.
وفي المواقع المستهدفة لا تزال أعمال الترميم مستمرة، ونظمت "أرامكو" للصحفيين زيارة إلى معمل خريص، حيث تضرر جزء من الموقع بالحريق الذي أسفر عن ذوبان بعض الأنابيب.
وأعلن المدير العام لمنطقة الأعمال الجنوبية للنفط في "أرامكو" فهد عبد الكريم أن الشركة تنقل معدات من الولايات المتحدة وأوروبا لمعالجة الأضرار.
وتبنت جماعة "أنصار الله" اليمنية، السبت الماضي، هجوما بطائرات مسيرة استهدف منشأتين نفطيتين تابعتين لعملاق النفط السعودي "أرامكو" في "بقيق" و"هجرة خريص" في المنطقة الشرقية للسعودية.
إلا أن السعودية عرضت بقايا من ما وصفته طائرات مسيرة إيرانية وصواريخ كروز استخدمت في الهجوم على المنشآت النفطية السعودية، قائلة إنها دليل "لا يمكن إنكاره" على العدوان الإيراني.