ونقلت الوكالة، عن البشير الجويني، والد التوأم قوله بشأن ما واجهه من ظروف صعبة في بلاده التي تمر بأزمة مستفحلة: "لم تكن ولادة الطفلين سهلة، لقد تمت في ظروف صعبة خاصة حين أخبرني الأطباء أن الطفلين قد يولدان مشوهين أو ميتين، ولكن العناية الإلهية كتبت لهما النجاة".
وروى الأب الليبي قصة ولادة التوأم السيامي، مشيرا إلى أن الطفلين خرجا إلى الحياة "ملتصقين، وأُبلغت أن تكلفة فصلهما تصل إلى 500 ألف دينار ليبي، أي ما يعادل مليون و320 ألف ريال سعودي، فأصبت بالانهيار، لأنني لا أملك هذا المبلغ الكبير، وشعرت أنني سأفقدهما".
وكشف الرجل أنه بحث كثيرا عن المال اللازم لإنقاذ طفليه "في عدد من الدول والمنظمات الإنسانية الطبية التي قد تساعدني في إجراء العملية وباءت كل محاولاتي بالفشل، حتى جاء الفرج من المملكة العربية السعودية، وبعدها تمت إجراءات التنسيق مع مركز الملك سلمان للإغاثة الذي تواصل معي لحظة بلحظة".
وأعرب والد التوأم في هذا السياق عن خالص شكره وامتنانه لقيادة المملكة لما وجده وعائلته من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مشيدا بالجهود التي بذلتها السفارة السعودية في تونس، مرورا بحفاوة الاستقبال بمطاري جدة الدولي ومطار الملك خالد الدولي بالرياض.
وصول التوأم السيامي الليبي " أحمد ومحمد" إلى المملكة.https://t.co/2C1B5FsC1T#واس pic.twitter.com/42s4P7hg3l
— واس (@spagov) October 8, 2019
كما روت السيدة زينب، والدة التوأم السيامي الليبي معاناتها، حيث أشارت إلى أن الأطباء نصحوها بإجراء عملية إجهاض بعد أن أظهرت الأشعة أن الطفلين متقابلان داخل رحمها.
وقالت الوالدة في هذا الشأن: "ذكر لي الفريق الطبي أنه يجب علي إجهاض الطفلين، فهما سيخرجان بنسبة 99% مشوّهَين ولن يعيشا طويلًا، وأن ذلك سيعود على صحتي بمضاعفات خطيرة أثناء الولادة أو بعدها، لكني لم أفعل ذلك وتوكلت على الله وتمت ولادة أحمد ومحمد".
وأعربت الأم عن امتنانها لتبني المملكة الطفلين، ورأت أن مثل "هذا الموقف الكبير من المملكة غير مستغرب أبدا، فلقد سمعنا كثيرا عن كرم الأشقاء وطيبتهم، حتى شاهدنا هذا الأمر بأعيننا".
من جانبه، أوضح المستشار بالديوان الملكي، المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ورئيس الفريق الطبي الدكتور، عبد الله بن عبد العزيز الربيعة، أن التوأم السيامي الليبي "يلتصقان في أسفل الصدر والبطن والحوض، كما يشتركان في أسفل الجهاز الهضمي والبولي والتناسلي وفي حوض واحد".
وبين المسؤول السعودي، كذلك أن "للتوأم طرفا سفليا واحدا لكل منهما، وطرفا سفليا ثالثا مشتركا ومشوها بينهما، وأنهما ولدا بدون فتحة شرج مما استدعى الفريق الطبي في ليبيا لإجراء عملية فتحة إخراج مؤقتة".
وشدد الربيعة على أن هذه المبادرة الإنسانية النبيلة من بلاده "تأتي تقديرا للظروف الصعبة التي تواجهها ليبيا الشقيقة، وهي تعكس الدور الإنساني الكبير الذي تقوم به قيادة المملكة تجاه العالم في العشرات من الدول المنكوبة والمحتاجة لمد يد العون والمساعدة في مثل هذه الحالات".