التقت "سبوتنيك"، في سوتشي، عبد الهادي حويج وزير الخارجية في الحكومة المؤقتة في بني غازي، وطرح وجهة النظر الليبية لإنهاء الأزمة الليبية، وما تريده القيادة السياسية من روسيا لإنهاء أزمتها.. وهذا نص الحوار:
نحن هنا في القمة الروسية الأفريقية الأولى.. برأيك ما هو سبب اهتمام روسيا بأفريقيا وكذلك سبب اهتمام القارة الأفريقية بالتعاون مع روسيا؟
روسيا دولة مهمة وكبيرة، وأفريقيا قارة واعدة، ولديها مستقبل تمثل 55 دولة، والاقتصاديات الأفريقية واعدة وسوق واعد، والمستقبل في أفريقيا، والعلاقات الروسية الأفريقية هي علاقة تاريخية واستراتيجية، فلا يوجد ماضي استعماري لروسيا في أفريقيا بالعكس كانت شريك لأفريقيا، لذلك أعتقد أن هذا المنتدى تأخر كثيرا، لكنه اليوم في 2019 أفضل من أن يكون في 2020 أو في 2021.
هناك قمة اقتصادية أفريقية يابانية، هناك قمة اقتصادية أفريقية صينية، وقمة أفريقية فرنسية كل ذلك سبق القمة الروسية، لكن نحن نعول على القمة الروسية والدور الروسي والقيادة الروسية في مستقبل كبير وشراكة اقتصادية وانفتاح اقتصادي، لكن هذه الشراكة لن تنجح أيضا في ظل غياب الأمن في بعض الدول الأفريقية خاصة في ليبيا التي تعتبر بوابة أفريقيا الشمالية.
ليبيا دولة إمكانياتها المادية كبيرة جدا، لكن الظروف الأمنية الصعبة، فوضى السلاح انتشار المليشيات، وجود أكثر من 21 مليون قطعة سلاح خارج سيطرة الدولة، انتشار السلاح في أفريقيا في بوكو حرام في نيجيريا والنيجر والكاميرون، هذا سيؤثر إذ علاقة الاقتصاد بالأمن علاقة مهمة وعلينا لكي يكون هناك اقتصاد ناجح وقوي في أفريقيا علينا أن ننهي مسلسل النزاعات وعلى أفريقيا أن تطوى هذه الصفحة ومعها صفحة السلاح، وأن تودع أفريقيا استيراد السلاح أو تصنيعه، وأن تتفرغ للتعاون الاقتصادي والاجتماعي والتنموي خاصة أن مجتمع أفريقيا هو مجتمع الشباب، أكثر من 60% هم من الشباب لذلك نحن نعول على شراكة استراتيجية وفاعلة، ولا نريد أفريقيا التي تطلب المعونة ولكن نريد أفريقيا الشريك الاقتصادي والتعامل بندية مع الدول الأفريقية.
دعيتم إلى اجتماع في ألمانيا كيف تنظرون إليه؟
بكل وضوح وصراحة أي اجتماع لن ينجح إلا لو انتهينا من المشكلة الأساسية، وأن المشكلة ليست سياسية بين الليبين ليس من يحكم ليس ما هي شكل الدولة أو هويتها المشكل الأساسي هو مشكل أمني وإرهاب وفوضى السلاح والمليشيات الخارجة على القانون والهجرة، إذا انتهينا من هذه المشاكل نذهب إلى حوار سياسي وحكومة وحدة وطنية وأن تكون ليبيا لكل الليبين، النظام القديم، النظام الجديد كل الألوان كل الثقافات كل العقائد، شريطة عدم استخدام السلاح أو تسيس المسجد في الحياة السياسية.
وعلى المجتمع الدولي أن يحل الأزمة الليبية وليس إدارتها عليه أن ينتهي من فوضى السلاح ووضع آليات لجمع السلاح وتنظيم ونزع السلاح من المليشيات، تهديد الأمن في ليبيا هو تهديد لأفريقيا وللمتوسط ولكل العالم، وبالتالي نحن في حاجة أولا إلى حل المشكلة الأمنية ثم الذهاب إلى حوار شامل.
كيف ترون الدور الروسي في الأزمة الليبية؟
روسيا دولة مهمة، لكن نحن نتطلع لدور أكبر في الأزمة الليبية، روسيا هي عضو مجلس الأمن عضو فاعل، وعضو اقتصادي كبير دولة عظمى نطلب من روسيا أن تسهم أكثر في حل الأزمة الليبية وأن يكون هناك مؤتمر على غرار مؤتمر سوتشي لسوريا، وأن يكون هناك سوتشي لليبيا، وندعو لشراكة حقيقة مع الصديقة روسيا، بعد ذلك في مجال التنمية والغاز النفط الاستثمار السكك الحديدية، وإعادة الإعمار. ليبيا اليوم خاصة المنطقة الشرقية التي نمثلها اليوم، ونحن نمثل 90% من الأراضي الليبية، تشهد مشروعات كبرى في التنمية والطرق والطاقة، وهذه دعوة للعمل في ليبيا مجددا.
ما رأيك في العملية العسكرية الحالية في ليبيا.. كم من الوقت سيتطلب الحل السياسي لهذه الأزمة؟
العملية لن تطول كثيرا لأن الليبين كلهم يقفون خلف الجيش، وهو جاء ليحرر العاصمة وليس ليحكم الليبين، نحن لن نحكم الليبين بالقوة، الجيش فقط أتى ليحرر العاصمة من سجانيها، الليبيون يعيشون في سجن كبير في العاصمة طرابلس، ولا حل في ليبيا إلا بحل مشكلة المليشيات وفوضى السلاح والانتهاء من الجريمة والاغتصاب وداوعش المال العام، الطوابير الطويلة التي تقف فيها النساء وتذل وتهان كرامتهن، كل هذه المسائل والألم لن ينتهي إلا بانتهاء السلاح والفوضى، والمشكلة لن تأخذ وقت طويل لأن الليبيون سأموا هذه الحياة؛ حياة المليشيات والذل التي تمارسها الميليشيات.
كيف يمكن لطاولة حوار تجمع الليبيون دون أي تدخل خارجي؟
للأسف الأيادي الخارجية السلبية موجودة وتعبث بالأمن الليبي، والتراب الليبي السلاح الذي تقدمه بعض الدول للميلشيات الخارجين عن القانون، وتقدم المال السلاح والدعم اللوجيستي، لكن ما نؤكده دوما أننا مع دولة مدنية تعددية مع الاحتكام إلى صندوق الدسمراطية وليس صندوق السلاح، ونقول لسكان طرابلس أنتم أهلنا ونحن أهلكم، أنتم منا ونحن منكم، ولا نريد أن نحكمكم بالقوة، ولا نريد أن نقتل أي مواطن ليبي، لا نريد إراقة أي دم لكن علينا أن نتخلص من فوضى السلاح لنبنى ليبيا الجديدة للجميع وبالجميع.
ماذا تفعلون لتوسيع دائرة الدول التي تعترف بكم كدولة؟
نحن نتواصل مع كثير من دول العالم، ونمارس أشكال متعددة الدبلوماسية الشعبية والبرلمانية الاقتصادية الأعمال المجتمع المدني، نمارس كافة الأشكال الدبلوماسية، والهدف ليس التنافس مع الآخرين هدفنا فقط هو إيصال حقيقة المشكلة في ليبيا وطرابلس والخارجين عن القانون، وفوضى السلاح، وأعتقد أن العالم شيئا فشيئا أصبح يتفهم أنا من 10 أيام كنت في قلب البرلمان الأوروبي وطرحت وجهة نظري في البرلمان الأوروبي، وقريبا سيكون هناك لقاءات أخرى في عواصم أوروبية، وأنا هنا في روسيا في سوتشي، لإيضاح حقيقة المعركة.
ماذا تتوقع نتائج ومخرجات هذا القمة؟
هي بداية جديدة بكل تأكيد وتفتح أفاق حوار تشكبيك، شراكة مع القطاع الخاص والحكومية مع الفاعلين الاقتصاديين والسياسين، وهذا الحراك سيكون له مخرجات إيجابية.